رغدة السمان – سدني

منذ عام 1916 يتم الإحتفال بالذكرى السنوية للإنزال في يوم  أنزاك 25 أبريل نيسان 1925
إحياء لذكرى الجنود الذين استشهدوا في معركة غاليبولي. وهذا اليوم يعتبر من أهم الإحتفالات الوطنية الهامة في استراليا نيوزيلندا
كما يتم الإحتفال في تركيا والمملكة المتحدة وايرلندا.
من منطقة التاون هول وفي ساحة مبنى البلدية  قوى الدفاع الاسترالية،
تبدأ الإحتفالات في الساعات الأولى وفي جميع المدن الاسترالية منذ الفجر وهو توقيت نزول الجنود إلى شاطئ غاليبولي، بمشاركة كبار المسؤولين
والمحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية الذين هم على قيد الحياة وفي أعمار تزيد عن التسعين عاما  وقد التقيت بعضا منهم مع عائلاتهم وأحفادتهم في الإحتفال السنوي الذي أشارك به كل عام.

وبكل اعتزاز  أشعر بانتمائي إلى وطن أعيش فيه   أشارك  الإحتفالات والأعياد القومية  والعسكرية بلا تجاوزات للقوانين و إحترامها ان كنت أحمل جنسية البلد الذي أعيش فيه أو لا . فالمبادئ الأخلاقية تتجاوز وتفوق  ما تحمله من جوازات سفر… فنحن المهاجرين في أصقاع الأرض نحمل أخلاق انتماءات الوطن الأم وعلينا أن نكون خير سفراء
فعندما نقدر ونحترم المكان الذي نعيش فيه ونلتزم بعاداته وتقاليده   نكون في طريقنا إلى الأنسنة…

وتقديرا وعرفانا لكل جندي شارك في المعارك  وضحى بنفسه من أجل رفعة بلاده  و لنبقى أحياء على هذه الأرض.
يبدأ الإحتفال بالوقوف دقيقة صمت، ثم تعزف الموسيقى الخاصة لهذه المناسبة، وتوضع أكاليل الزهور أمام ضريح الجندي المجهول.
ويرفع العلم  بالنشيد الخاص  ثم ينزل ويطوى من على الساري بمراسم وعزف عسكري ويطوى ويحمله احد القادة الكبار من  البحرية العسكرية.
تستمر العروض العسكرية حتى تغيب الشمس على ذكرى  كل جندي بحزن في كل بلاد العالم وليس. في قارة استراليا  ونيوزيلندا. وفي تواريخ مختلفة.
هذا التاريخ يمرّ سنويا وسط طقوس
ورموز و لها من الدلائل  الأهمية الكبيرة في ذاكرة  المواطنين
غصن صغير من إكليل الجبل المنتشر في جميع الأراضي الأسترالية يوضع على الصدر. ويرمز  بأننا لن ننسى من سقط  في  الحرب.
زهرة الخشخاش الحمراء هي زهور وجدت في الأراضي التي شهدت أقسى المعارك راح ضحيتها الآلاف من الجنود وأصبحت رمز لذكرى الجنود الذين سقطوا في ساحات الوغى.
يطلق نفير وتطفئ الانوار في نهاية العرض العسكري تكريما للمحاربين.
هناك تقليد يتم صنعه في هذه المناسبة وهو بسكويت الأنزاك كان الجنود يأخذونه معهم زوادة بدلا من الخبز لأنه شديد  القساوة ولا يفسد ويحفظ فترة طويلة مكوناته من الشوفان والعسل والزبدة …
من بعض  المعارك التي خاضها الجنود في الحرب :

-معركة هيل جاليبولي  في هذه الحملة شنت قوات الحلفاء هجوما على الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى من قبل الفيلق البريطاني التاسع، وأسفر الهجوم على سيطرة القوات العثمانية وانتصارها على قمة التل (معركة هيل 60)
-معركة أنزاك كوف وهي ثلاث معارك
طاحنة متتالية  بهجوم القوات العثمانية على القوات الدفاعية البريطانية المتواجدة في انزاك كوف.
بدأ الأستراليون بتوخي الحذر أكثر في آواخر فترة الحرب، فقد كلفت الحرب أستراليا أكثر من 60 ألف قتيل وآلاف الإصابات بالإضافة إلى تكلفة مالية هائلة، بينما كان التأثير على المشهد الاجتماعي والسياسي كبيرًا وهدد بحدوث انقسامات خطيرة في النسيج الاجتماعي الأسترالي. كان التجنيد الإلزامي القضية الأكثر إثارة للجدل، وعلى الرغم من التجنيد الإجباري كانت أستراليا واحدة من ثلاث دول شاركت في الحرب ولم تستخدم المجندين في القتال..

الجندي وحده من يستحق التقديس والتقدير لأنه الهوية الوطنية المشرفة وأيقونة التضحية العالقة في الذاكرة يخدمون الوطن بأرواحهم التي تبذل في سبيل نصرة أوطانهم.