سدني – استراليا
فؤاد شريدي- سدنيلا تسلني بعد اليوم من أكون
سل عني مآذن القدس ..
وأجراس كنائسها ..
سل عني تلاميذ مدارسها ..
لا تسلني بعد اليوم من أكون ..
سل عني في القدس..
أغصان الصنوبر والزيتون ..
تقول لك من أنا .. ومن أكون ..
القدس تدرك أن حُبها .. صيرني عاشاقاً
وأني أعشقها حتى الجنون ..
أسافر إليها كل يوم .. على صهوة جرحي ..
لأعانق أجراس كنائسها ..
2
وقبب مساجدها الخضراء ..
لأقبل ترابها الذي رسم التاريخ عليه ..
آثار أقدام القديسين والأنبياء ..
القدس أيقونةٌ جميلةٌ ..
وإسمها من أجمل الأسماء ..
أحبها الله وشرّفها ..
لتكون بوابة الأرض إلى السماء ..
وجسراً ليعبر عليه ..
كل القديسين والأنبياء ..
القدس عروسٌ .. سوريةٌ فلسطينيةٌ كنعانيةٌ ..
لغير هويتها .. لغير حقيقتها.. تأبى الإنتماء
3
لا تسلني بعد اليوم من أكون
سل عني في يافا .. بحرها الأزرق ..
وبساتين البرتقال والليمون ..
حزينة بساتين يافا ..
تبكي وهي تقول لأهلها .. منذ رحلتم عني
صارت بساتيني غابةً لعصابات بني صهيون
عصاباتٌ .. ليس لها ديناً أو شريعةً أو قانون
في كل موسمٍ أغصان بساتيني تبكي..
وهي ترى لصاً صهونياً محتلاً ..
يسرق عن أغصانها ..
الزهر والبرتقال والليمون ..
أغصان بساتيني تصرخ .. في وجوه بني صهيون
إرحلوا عن أرضي .. إرحلوا عن بساتيني
سيظل زهري .. سيظل برتقالي يهتف ..
أنا فلسطيني .. أنا فلسطيني .. أنا فلسطيني ..
لا تسلني بعد اليوم من أكون ..
سل عني القدس .. والصفصاف ..
وحيفا .. ويافا وعيتلون ..
يأتيك الخبر اليقين ..
من كل رجلٍ فلسطيني.. من كل إمرأةً ..
في رحمها جنين .. يستعجل الولادة ..
ليقول للدنيا .. أنا ذاهبٌ إلى فلسطين
أنا ذاهبٌ بشوقٍ .. إلى النصر أو الشهادة