بقلم هاني الترك
By Hani Elturk Oam
\
قرأت منذ فترة بسيطة كتاب أسمه
(PROOF OF HEAVEN)
لمؤلفه العالم الجراح في علم الاعصاب بروفسور في جامعة هاربر الدكتور ابين ألكسندر.
كان ألكسندر قد أصيب بالتهاب في الدماغ.. وذهب فاقداً للوعي في غيبوبة تامة مدتها سبعة أيام.. مر فيها في تجربة حافة الموت.. وهو العالم عن كيفية عمل المخ.. حيث أوقف عمله تماماً اثناء الغيبوبة.. ولكنه حينما استيقظ استرجع ما شاهد وما حدث له في عالم الروح.
يقول ألكسندر: ان الأطباء يدرسون المخ ويعالجونه بصفته المسيطر على جميع أجهزة الجسم.. وبصفته مركز الجهاز العصبي.. ولكن الحقيقة ان المخ هو مجرد عضو من أعضاء الجسم.. وباعث الحياة فيه هو الوعي (CONSCIOUSNESS) وهو المنفصل عن المخ والخالد الذي ينطلق الى عالم الروح الذي لا يفنى بعد الموت.. والوعي يطلق عليه في الديانات تقليدياً الروح.
ويقول ألكسندر: ان اهم صفة في عالم الروح هي المحبة.. فهي أساس كل شيء في الوجود.. المحبة بدون شروط وبلا حدود هي حقيقة جميع الحقائق فإن الله في ارواحنا جميعاً.. ونشعر بأننا جزء منه في حياة الروح.. والناس الذين فارقوا الحياة الأرضية يعيشون في عالم الروح.. نقابلهم بعد انتهاء الحياة الجسدية على الأرض.. ويؤكد ألكسندر ان هذا ليس من نسيج خيال المخ.. ولكنها الحقيقة المطلقة بعد الوفاة.
فقد شاهد العالم ألكسندر بروحه الطائرة الناس والطبيعة والمنازل.. وهي حقيقية واصلية مثل وجودنا على كوكب الأرض.. التي نشاهدها.. فمع ان الحياة على كوكب الأرض ممتزجة بين الطيبة والشر.. ولكن الحياة في عالم الروح كلها طيبة ومحبة وخير وتسامي.. ونشعر بها حينما ندخل عالم الروح.. ان عالم الروح سابق على الوجود الطبيعي للإنسان مثلما ان الفكر سابق الوجود.
فإن مركز الوجود البشري هو الوعي (أي الروح).. ولكن العلماء لم يدركوا هذه الحقيقة خلال الاف السنين الماضية.. ومن ثم أنكروا تقمص الأرواح (REINCARNATION).. فنحن متصلون ومرتبطون بالكون الكبير.. وهو موطننا الحقيقي في عالم الروح.. هناك الابعاد فيه تختلف عن الابعاد الأربعة التي نعرفها على كوكب الأرض.. والقوانين الفيزيائية مختلفة عنه.. والله متأصل ومتداخل في كل عنصر فيه.. ومن خلال الصلاة والتأمل وعمل الخير والمحبة يمكن ادراكه.
لم يكن العالم ألكسندر مؤمناً بعالم الروح والجنة والله قبل رحلته الروحية اثناء غيابه عن الوعي.. ولكن بعد رحلته الذاتية.. ومن خلال معلوماته العلمية عن المخ وجراحته وعمله تأكد له خلود الروح (الوعي) ورحليها الى عالم الروح الخالد بعد الوفاة.