«مش مضطرين تاكلو مسبّات». هذا ما قاله الرئيس سعد الحريري لنوابه في لقاء جمعه بهم فور وصوله الى بيروت، مضيفاً:» قررتُ عدم الترشّح لقناعني ان البلد مقبل على المزيد من التدهور ولا حلّ في الأفق».

ونصح الحريري نوابه كأخ وليس كرئيس مضيفاً:
في حال وصلت الأمور إلى طرح تمديد للمجلس النيابي فالقرار هو الاستقالة من المجلس فوراً.
وهل يتحمّل المجلس النيابي استقالة الكتلة السنّية الوازنة في البرلمان، وماذا عن الميثاقية؟!.
الحريري الذي جعل من أبو ظبي مربط خيله، لا يشاء أن يقول أكثر من ذلك لأن «المعنى في قلب الشاعر»، ولأنه وضع خطوطاً حمراً لنفسه، لأن الرجل في وضع لا يُحسد عليه.
قلق الحريري الذي يمتلك شبكة اتصالات إنطلاقاً من عواصم الخليج الى القاهرة فأنقرة وصولاً الى موسكو وباريس لا ينعكس على بقية الأطراف اللبنانيين المنكبين على طبخ لوائحهم على قدم وساق.

وهم ما زالوا يختلفون على اسم عضو في المجلس الأعلى للدفاع، ومنقسمون على ميزانية قائمة على الإفلاس ولا يستحون، ولديهم متسع من الوقت ليخوضوا حرب الصلاحيات ولا يخجلون.
لم يعد الناس يسمعون عن التهريب على الحدود وباتوا في دولة «أفلسْ ثم اعترضْ” يسمعون عن تهريب قرارات تحت طاولة مجلس الوزراء:هنا وزراء غيّروا رأيهم، وهناك وزراء يحجمون عن التوقيع لأن رأي الأكثرية الحكومية لم يعجب «خاطرهم»، وهم يعلمون ان الميثاق يقضي موافقة الثلثين على أي مشروع يتم إقراره..
مرحبا ثلثين وثلاثة أثلاث إذا لم يكن القاضي راضي. وما أدراكم ماذا يريد هذا القاضي من لبنان؟!.
مرحبا وطن يسرق فيه لص كيساً من يد صرّاف ليكتشف أنه سرق كيساً مليئاً بالنفايات..هذا ما حصل منذ يومين في دورس؟!.
مرحبا وطن ترمي فيه سلطة حزبية قرارين لوزارة الداخلية في سلّة المهملات لتتبنى مؤتمراً لمعارضة خارجية داخل مربّعها الأمني.
مرحبا دولة لم تشأ أن توضح ماذا يفعل الحوثيون في البقاع اللبناني.
مرحبا جمهورية يطلب رئيس حكومتها من المواطنين ان «يطوّلوا بالهم على بعض» وهم لا يملكون قدرة حتى على التنفّس؟!.
مرحبا وطن لم يبقَ فيه سوى الذين لا حيلة لهم على مغادرته.
مرحبا وطن تحرم معابرالتهريب أطفاله الدفء واللقمة وحبّة الدواء.