أنطوان القزي
لم يبقّ أحد دون أن يدلي بدلوه حول قرار الرئيس سعد الحريري إعتزال السياسة: منهم من اعتبره خسارة للإعتدال ومنهم من دعاه للعزوف عن قراره، ومنهم تحدث عن خلو الساحة لحزب الله ، وآخرون تنبأوا بعودة التطرف، وراح كل فريق سياسي يحتسب حجم الخسارة أو الربح في غياب «المستقبل» عن الساحة الإنتخابية!.
وبين هذه التغريدات والبيانات برز موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أعرب عن تعاطفه الشخصي مع الحريري على رغم التباينات الأخيرة.
أما مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان فاعتبر ان خطوة الحريري «بتعليق عمله بالشأن السياسي هو أمر مؤسف يبعث على الألم «.
من جهته، غرّد الرئيس فؤاد السنيورة كاتباً: «اخي سعد، معك رغما ًعن قرارك ومعك رغماً عنهم»!.
وكتب عضو كتلة «المستقبل» النائب طارق المرعبي: «دولة الرئيس حماك الله انت نسر وهني متل الغراب، ضلن ملزقين عليك وانت عم بتجرب تحلق وتضحي كرمال البلد. مثل كتير معبر، فعليك التحليق عالياً وحتماً ستنقطع انفاسهم ويوقعوا متل ما بيوقع الغراب عن النسر». وارفق التغريدة بصورة للحريري.
وغرد النائب محمد سليمان بالقول: «لكل شيء ثمن. إلا الشرفاء ليس لهم ثمن. لهم الصدق والوفاء». وأرفق تغريدته بصورة للحريري.
ورأى النائب أنور الخليل ان قرار الحريري «ستكون له تداعيات سلبية عديدة منها أنه يصيب المعادلة اللبنانية بنكسة كبيرة وكذلك الأسس التي قام عليها لبنان الكبير، كما يسبب خروج فريق شكل منبراً لسياسات وطنية معتدلة». وقال:»إنه يوم أسود يزيد في ظلمة الأجواء المظلمة التي رافقت سياسات هذا العهد».
وغرد الوزير السابق ميشال فرعون قائلا: «عطلوا الممارسة الديمقراطية وتطبيق الدستور، ضربوا الإعتدال وروحية ميثاق الطائف فأوصلوا الرئيس الحريري، وما يرمز له وطنياً أو سنياً، إلى قرار العزوف. طعنوا بلبنان الرسالة وأرسلوه الى جهنم إذ لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة أو الإقليمية على حساب اللبنانيين واستقلال لبنان وحياده».
قرأنا أكثر من مئتي تغريدة وكلها كانت واضحة لا لبس فيها ويضيق المكان في ذكرها كلّه.
أما تغريدة رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل، فكانت تغريدته تشبه التعويذة وتحتاج إلى منجّم مغربي لتفسيرها
فهو قال: «في حدا اختار يتعاقب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية، بس في حدا مصمّم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعن حليفه بالضهر او خان تفاهم لمصالحة تاريخية؛ المهم ينفذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. الخيار هو بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها».
هل فهمتم شيئاً.
جبران الذي منحه الحريري في الإنتخابات الماضية نائباّ في زحلة وآخر في الكورة وثالثاً في عكار ورابعاً في الاشرفية.. جبران «كابس» على «الدعسة الخطأ» رغم اقترابه من «المهوار؟!.