دينا سليم حنحن – بريزبن
تحتفل أستراليا كل عام في 26 من شهر الكانون الثاني، ذكرى وصول الادميرال آرتر فيليب إلى سيدني، قبل 232 سنة، ضابط في البحرية الملكية البريطانية، وأول حاكم ولاية (نيو ساوث ويلز) قبل ترسيم الولايات، وصل إلى منطقة تدعى كوف، فيها أسّس المستعمرة العقابية الأولى، كانت بمثابة سجن للمنفيين من وطنهم الأم.
لم تكن الأحوال ميسورة، وليست مهيئة للعيش الكريم، ولم تكن الأرض سخية، بل كانت مشاعا وقاحلة، وصل في الأفواج الثلاث الأولى الرجال وامرأة واحدة، محكوم عليهم، وابعدوا عن وطنهم الأم.
انتقل المنفيون من سجن إلى سجن آخر، ولم تمنح لهم الحرية إلا بعد مدة من الزمن العسير.
حصل في يوم ما، وصل رجل مستثمر أراد إقامة مشاريع لبناء وطن جديد يشبه الوطن الأم.
كانت تهرّب المشاريب من الخارج مع السفن، دخل المستثمر إلى حانة، كان فيها الرجال سكارى، وطلب المساعدة في بناء مشروعه، لكنهم رفضوا العمل، ماذا فعل؟
اقترح أن يدفع ثمن المشاريب، شريطة أن يتناولوا الخمر يومي العطلة الأسبوعية فقط، السبت والأحد، أما باقي الأيام، سوف يعملون منذ طلوع الفجر وحتى منتصف الليل.
وهكذا بدأ البناء، وأصبحت سيدني من أجمل دول العالم، وتعتبر أستراليا من الدول المتحضرة، ومزدهرة جدا، خاصة بعد أن اكتشف الذهب، وصلت الأفواج تلو الأفواج من المهاجرين والكلام يطول.