أنطوان القزي
سريعاً ردّ الرئيس الفرنسي الصفعة الموجعة التي تلقّاها في 15 أيلول سبتمبر الماضي من واشنطن وكانبرا ولندن، وسريعاً انتقم إيمانويل ماكرون ردّاً على اتفاقية “أوكوس”.
هذا الأسبوع، سدّد ماكرون المزيد من الصفعات لبايدن عير الصفقات التي أبرمها في كل دولة خليجية زارها.
ما النشاط الأنسب لاستغلال أوقات فراغ الطلبة أثناء الإجازات المدرسية؟ فالإمارات وقعت عقداً مع فرنسا يشمل في بنوده شراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال بالإضافة للتدريب والصيانة.
وفي السعودية، اعلنت “ايرباص” عن ابرام صفقة لبيع 26 مروحية مدنية إلى شركة سعودية، فيما وقعت شركة “فيوليا” الفرنسية عقدا لإدارة خدمات مياه الشرب في الرياض، وفق ما أعلنت المجموعتان على هامش زيارة ماكرون للمملكة.
وقالت “ايرباص” في بيان انها ابرمت عقدا لبيع 26 مروحية، 20 منها من طراز “اتش 145” و6 أخريات من طراز “اتش 160” لشركة الطائرات المروحية السعودية، من دون أن تكشف عن قيمة هذه الصفقة.
ويسعى المشروع المشترك إلى تطوير قدرات السعودية في صناعة هياكل الطائرات، بالإضافة إلى تدريب المهندسين والفنيين السعوديين للعمل كجزء من هذا المشروع، وتعزيز توطين صناعات الطيران العسكرية والمدنية تماشيا مع رؤية المملكة 2030. وستركز المنتجات الأولية على تصنيع وتجهيز السبائك الخفيفة (الألمنيوم) والمعدن الصلب (التيتانيوم) لأجزاء الطائرات.
وقالت “ايرباص” في بيان انها ابرمت عقدا لبيع 26 مروحية، 20 منها من طراز “اتش 145” و6 أخريات من طراز “اتش 160” لشركة الطائرات المروحية السعودية، من دون أن تكشف عن قيمة هذه الصفقة.
من جانبها، وقعت شركة “فيوليا” الرائدة عالميا في مجال المياه والنفايات، عقدا لإدارة خدمات مياه الشرب والصرف الصحي في الرياض و22 مدينة مجاورة. ويمثل هذا العقد الذي يمتد سبعة أعوام، عائدات بقيمة 82،6 مليون يورو، بحسب الشركة الفرنسية.
وفي قطر أرسى ماكرون لعملية استثمار بمليارات الدولارات بالإضافة الى أكثر من 15 اتفاقية اقتصادية وتربوية ورياضية.
وعلى خط الصفعات الفرنسية لواشنطن، وفي وقت تحذّر فيه واشنطن من أي علاقة من طالبان بعد انسحابها من أفغانستان، أعلن ماكرون أن عدة دول أوروبية تعمل على إقامة بعثة دبلوماسية مشتركة في أفغانستان تمكن سفراءها من العودة إلى هناك. وتابع: “سيكون لدينا تمثيل دبلوماسي، بمجرد إنشاء المنظمة”.
والسؤال: هل تستطيع الولايات المتحدة أن تفرمل اندفاعة ماكرون في الخليج وأفغانستان كما فعلت في اتفاقية “أوكوس”؟.
وفي وقت يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن الكثير من المشكلات وسوء الحظ في عامه الأول في منصبه، تزداد حظوظ ماكرون في البقاء ولاية جديدة في الإليزيه.
ولسوء حظ بايدن، تتوالى الأنباء السيئة يوما بعد يوم، ففي يوم كان الإعلان عن انتشار متحور كورونا جديد، وفي يوم آخر أتت أنباء عن مواصلة العصابات عمليات سلب ونهب محلات تجارية راقية. وهناك أنباء بشأن تباطؤ نمو فرص العمل الشهر الماضي،. ومن ناحية أخرى، بالنسبة للسياسة الخارجية، يهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا، والرئيس الصيني شي جين بينج تايوان.
وأحيراُ، يبدو أن “صبيّ” الأليزيه مرتاح على وضعه في مواجهة عجوز البيت الأبيض ولسان حاله يقول:” من ربح معركة “أوكوس” لا يعني أنه سيربح الحرب على الجانب الآخر من الأطلسي؟!.