أنطوان القزي
في معرض حديثه عن إخفاقات سكوت موريسون، تساءل الزميل عباس مراد :” أين هي المعارضة وحزب العمال مما يحدثط؟، وما هي خطتها لإطاحة موريسون الذي لن يتورّع عن استخدام أي اسلوب وتكتيك للبقاء في السلطة”!.
حسناً فعل مراد العمّالي الهوى الذي بدا واقعياً في تحميل العمّال المسؤولية ، لأنهم هم أيضاً مارسوا إخفاقات ، ووجودهم في المعارضة لا يعفيهم من الأخطاء.
وما كاد مراد يقول:” واسألوا عن ذلك مالكوم تيرنبول الذي خدعه موريسون حتى آخر لحظة قبل الإطاحة به في آب عام 2018″. حتى طالعنا زعيم المعارضة الفيدرالية أنطوني ألبانيزي بهجوم على تصريح رئيس الوزراء العمالي الاسبق بول كيتينغ الذي قال ان استقلال تايوان ليس قضية حيوية لاستراليا. وأعلن ألبانيزي أن حزب العمال هو الذي يصيغ سياسته نحو الصين.
إذن نحن أما معادلة 6 و6 مكرّر : تيرنبول ينتقد موريسون، وألبانيزي ينتقد كيتنغ، وفي السياسة لا يوجد ” يا امي ارحميني وما في حدا أحسن من حدا” !.
وفي ذات التصريح أعلن ألبانيزي أن هناك 3 مبادئ أساسية لسياسة حزب العمال الخارجية وهي :” التحالف مع الولايات المتحدة والمشاركة مع دول الاقليم الآسيوي ودعم قرارات الامم المتحدة” . وهو بذلك يلتقي في كل شيء مع الأحرار.
وهو منذ تولّيه زعامة المعارضة لم يتلقّف أيّا من أخطاء موريسون، ولم يستطع أن يصنع لنفسه حيّزاً في الإعلام.
أوّلاً أخفق ألبانيزي في استغلال تعثر موريسون في التعامل مع الكورونا ثم مع بطء اللقاحات.
ثانياً: اخفق ألبانيزي في الحفاظ على تعهّد مؤتمرات العمال بالإعتراف بالدولة الفلسطينية في حال فوزهم في الحكم، وظهر تراجعه منذ أسابيع في المؤتمر اليهودي في كوينزلاند، لأن الإستطلاعات يومها كانت تشير الى تقدّم العمّال.
ثالثاً: فشل ألبانيزي في استغلال فرصة ثمينة مع إحجام الطلاب الدوليين عن الجامعات الاسترالية حيث انخفضت معدلات الالتحاق الدولية بأكثر من 200 ألف في فترة 20 شهرًا حتى أغسطس آب من هذا العام وفقًا لبيانات وزارة التعليم والمهارات والتوظيف. حتى طلاب الهند ونيبال وفيتنام وماليزيا يقدّمون طلباتهم إلى كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بسبب ارتباك حكومة الإئتلاف حيال هؤلاء الطلاب..
رابعاً : فشل ألبانيزي في إثارة موضوع النقمة العالمية على أستراليا في قمة غلاسكو للمناخ حين غرّد موريسون خارج سرب الدول الموقّعة غلى الإتفاقية المناخية.
خامساً: أخفق ألبانيزي في الحفاظ على موقف متمايز عن الأحرار تجاه الصين وتجاه القضية الفلسطينية ومشى خلف موريسون.
بالمختصر، يبدو أنطوني ألبانيزي كأنه جزء من الإئتلاف الحاكم وليس زعيماً للمعارضة الفيدرالية.
وفي حال فاز الإئتلاف في الإنتخابات الفيدرالية المقبلة فلن يكون ذلك بسبب فروسية ألبانيزي بل بسبب أخطاء سكوت موريسون التي اتسعت رقعتها، ثمّ لأن الأسترالي بطبيعته يحب التغيير.