أنطوان القزي
سنة 2003 ، في عهد رئيس الوزراء الأسبق جون هاورد وُضعت رئيسة حزب أمّة واحدة بولين هانسون في السجن بسسبب تجاوزات و اختلاسات وتزوير ملفات مالية
ولم يقل أحد يومها أن هانسون تعرّضت لما تغرّضت له لأنها إمرأة، لأنه لو فعل رجل ما فعلته بولين لكان لاقى ذات المصير و لتمّ زجّه في السجن
في شهر كانون الثاني سنة 2017 كشفت التحقيقات أن وزيرة الصحة الفيدرالية آنذاك سوزان لي اشترت شقة في الغولد كوست لشريكها بسعر 795 ألف دولار وزارت تلك الشقة 27 مرّة على حساب دافعي الضرائب..ورغم أن لي قالت أنها اشترت الشقة عندما كانت تعمل في الغولد كوست وأن رحلاتها كانت من ضمن قواعد الأستحقاقات وأن شراء الشقة كان مشروعاً، فإن رئيس الوزراء آنذاك مالكولم تيرنبل أعلن عن استقالة سوزان لي في 13 كانون الثاني وتعيين غريغ هانت مكانها. ولم يتهم أحد تيرنبل بالتنمّر على لي وأنه أبعدها لأنها إمرأة!.
وفي سنة 2020 استقالت وزيرة الزراعة الفيدرالية بريدجت ماكنزي بطلب من رئيس الوزراء سكوت موريسون على خلفية توزيعها منحاً رياصية للمصالح الإنتخابية في المقاعد المتأرجحة يوم كانت وزيرة للرياضة.. ولم يتهم أحد يومها موريسون بالتحامل على ماكنزي، فهي نالت جزاء ما قامت يه.
فما الذي تغيّر اليوم مع كريستين هولغيت الرئيسة السابقة لبريد أستراليا التي اشترت أربع ساعات فاخرة لموظفين كبار لديها من أموال دافعي الضرائب؟َ؟ وكيف أصبح سكوت موريسون متحاملاُ عليها “لأنها إمرأة” كما زعمت وليس لأنها مرتكبة؟!. وكأنها تجعل من الأنوثة تغطية لما ارتكبته مستغلّة الموجة السائدة اليوم في أستراليا.، علماً أن أحمد فاعور الذي خلفته في منصبه ، لم يقم بما قامت هي به، وأبعدوه من منصبه بطريقة أسوأ وأقسى.. علماً أنه رجل!!.
غريب ، كيف نسي المتعاطفون اليوم مع هولغيت أن بولين هانسون وسوزان لي وبريدجت ماكنزي هن أيضاً نساء لكنهن لم يتذرّعن بأنوثهن للتغطية على أفعالهن ، ثم ألم يقرأ هؤلاء ما قالته غلادس بريجكليان عن كريستين هولغيت ، فلماذا لم يتهموها بالتنمّر .
يا جماعة، الأنوثة سحر لا يُعلى عليه سحر، الأنوثة تأسر الألباب، تخطف العقول والقلوب وهي أيضاً قدرة وعطاء ونجاح وطموح.. فلا تصفقن لمن يعمل على تشويه معناها ويجعلها شمّاعة لتبرير أخطائه؟!.
على كريستين هولغيت أن تدرك أن حالتها لا تشبه حالة ضحية الإغتصاب بريتاني هيغينز التي لاقت تعاطفاُ عارماً من الرأي العام والإعلام لأنها فعلاً ضحية تستحق كل مؤازرة، أما هولغيت فهي تحاول تمثيل دور الضحية وشتان ما بين المظلوم الحقيقي وبين المرتكب الذي يحاول استدرار العطف بغير وجه حقّ.
فلا تسمحن لكريستين هولغيت أن تصادر مفهوم الأنوثة حتى لا “تزعل” أمّنا حوّاء!.