أمان السيد- سدني

تلك الشرفة الحجرية، البيت الأبيض المطلي بالغيوم، الكلب المرقط بين بياض وسواد، بيت» بيتي» صاحبة الفيلا، هناك كتبت كثيرا، وأنا أرتشف قهوتي، حين كنت أستبق الصباح للهدوء الذي يغمر المكان عسلا، وأرقا لذيذا، وحيث الساكنات المستأجرات الملتجئات إلى المنزل الجميل لسن إلا أرقاما تتكرر،  منها ما سقط بتقادم الزمن، ومنها ما يزال يتمسك بصدر الباب علامة لا تختلف عن دمغ النوق، هناك كنت أستكين وأنا أحصي الطيور البيض ذات المناقير الوردية، وأرمق زرقة عيونها، وأغوص في حكمة الله في عليائه، تلك التي قادتني إلى أستراليا، وإلى هذا البيت الذي استبدلت فيه سكينة التطواف بسكينة التأمل، والاعتبار،  وبوله جديد. هناك حيث الملتجئات إليه أرقام، منهن كنت رقما زوجيا كعادة الأرقام التي اصطحبتني في غرفتي وعلى أبواب الشقق التي عبرتني في اغترابي، وهناك كانت النسوة، بيتي، وزينة، وإنعام، وعلياء، وأم علياء صديقتي العراقية التي فزت بها، وما أزال.

هناك اليوم التقطت هذه الصورة لأؤرّخ للكلب الذي صاحب جلساتي، والذي هو بطل قصة من قصص كتابي « نزلاء المنام»، والتي عنونتها ب» حارس الماهوجني».

« وللحديث بقية عبر توقيع الكتاب».

أمان