بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
يوم الجمعة الماضي استنفر الإعلام الأسترالي بأسلحته العنصرية مستعيداً أحداث كرونيلا التي حصلت في كانون الاول سنة 2005 ولكن هذه المرّة بنسخة مختلفة.
فيوم الجمعة الماضي حطّ السناتور العنصري الآتي من كوينزلاند فرايزر أنينغ في كرونيلا للترويج لمرشحه عن تلك المنطقة لانتخابات 18 أيار المقبل الفيدرالية.
وأثناء إلقائه كلمته توجّه شاب من مناصريه بالشتائم الى إعلامية كانت تغطّي الحدث على أساس ان مانينغ بات نجماً إعلامياً تلاحقه الكاميرات أينما توجّه، ولم يكتف الشاب اليميني المتطّرف بشتم الصحافية بل دخل في اشتباك بالأيدي مع مصوّر تلفزيوني..
وكالعادة ، يحلو للإعلام الاسترالي ان يعزف على الوتر العنصري ، وبطريقة خبيثة راح يستعيد احداث كرونيلا السابقة. ونسي هذا الاعلام انه هو كان المحرّض الاول في تلك الأحداث وانّ الغزوة آنذاك كانت بين المتطرفين البيض وبين ذوي الملامح الشرق اوسطية، أما غزوة اليوم فهي بين المتطرفين البيض و»الإعلام الأبيض»..صحتين!.
اللافت في الموضوع ان عنصريي كوينزلاند يزحفون بمرضهم الخبيث الى نيو ساوث ويلز للتسويق لأفكارهم ومحاولة زرع مرشحين لهم فيها( هانسن وأنينغ)!.
واللافت أيضاً أنهم يعتبرون كرونيلا أرضاً خصبة للترويج لأفكارهم، فهل ترضى كرونيلا بذلك وهي التي راحت تترجّى مرتادي شواطئها كي يعودوا اليها بعد واقعة سنة 2005 وبعد تراجع الحياة التجارية فيها وإقفال بعض المؤسسات؟!.
طبعاً، انتفض نائب كرونيلا الفيدرالي رئيس الوزراء سكوت موريسون على وصول فرايزر أنينغ الى المنطقة وتسبّبه مع جماعته بأعمال شغب، ورأى موريسون انه لا مكان لأنينغ وأفكاره في كرونيلا؟!.
فهل يصح ما قاله موريسون على سكان المنطقة؟ بالتأكيد لا، لأنه لولا علم فرايزر أنينغ بوجود بيئة حاضنة لأفكاره في كرونيلا لما قصد ذاك الشاطئ الشهير في جنوب غرب سدني..
يبقى ان وجود مرشح لفرايزر أنينغ في كرونيلا هو ضربة لسكوت موريسون أكثر من سواه لأن العنصريين عادةً يأكلون من معالف الأحرار وليس من الأحزاب الأخرى!!.