كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
بعد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان سنة 2000 بقيت بوابة مفتوحة عند الشريط الازرق في بلدة كفركلا اسمها : «بوابة فاطمة»، التي كما اصبحت رمزاً للتحرير يقصدها السياح العرب ويرمون امامها حجارة باتجاه اسرائيل، اصبحت كذلك مجالاً للتندّر حين راح البعض يدعون الى تسمية البوابة الثانية عند بلدة علما الشعب بـ «بوابة الست جورجيت» على اساس ان كفركلا بلدة شيعية وعلما الشعب بلدة مسيحية تحاذيان الشريط الحدودي.
ومن «فاطمة» و«الست جورجيت» سنة 2000 الى الباخرة التركية «عايشة» التي رست لفترة امام المعمل الحراري في الجيّة وبقي اسمها «عايشة» لأن طابع اقليم الخروب هو سني، وعندما اتخذ القرار بانتقال الباخرة الى الزهراني تعرّض اسمها للتغيير من «عايشة» الى «إسراء» ليتناغم مع البيئة الشيعية، وهكذا تعرّضت الباخرة «غول» للتغيير في اسمها حسب المناطق اللبنانية التي تزورها من «عائشة» و«اسراء» انتقلت الى الذوق ولم يخبرنا احد اذا سمُّوها «جورجيت» ليتلاءم اسمها مع البيئة المسيحية، ممّا يدل على ان الأجواء المكهربة في لبنان لا تحتاج الى كهرباء الباخرة التركية، وكما يبدو فإن الحيتان من اصحاب المولدات سيجهضون مهمتها ولن يشفع بها تغيير الإسم تبعاً لكل منطقة.
غريب هذا الوطن لا يعرف اين تكمن الحقيقة، وكيف يفضل البعض الظلمة على العيش في ضوء كهرباء البواخر. تماماً كالذين يفضلون العيش بين جبال وروائح النفايات دون ان يجدوا حلاً لهذه المشكلة.