بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

اطمأن رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل الى ان وجوده في تظاهرة “الماردي غرا” السبت الماضي ما عاد يشكّل احراجاً له بعدما قال الاستراليون “نعم” لزواج المثليين، فاصطحب زوجته لوسي الى شارع اوكسفورد ليحتفل الى جانب المثليين بالذكرى الاربعين لمسيرتهم التي انطلقت للمرّة الاولى في سيدني سنة 1978 واقترب تيرنبل من رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان وناداها ليلتقط معها ومع زوجته “سيلفي” مع احدى المتظاهرات المثليات، وكانت علامات الفرح بادية على وجه تيرنبل بشكل واضح.
واللافت انه بعد اقرار زواج المثليين ما زال الاعلام يعتبر زواج رجل من رجل او امرأة من امرأة مشهداً استثنائياً ولافتاً مع ان هذا الاعلام كان يطالب قبل الاستفتاء باعتبار الزواج المثلي امراً طبيعياً. والواضح ان هذا الاعلام غير منسجم مع نفسه ، لأن ما كان يعتبره طبيعياً ويطالب بتشريعه قد حصل، فلماذا إذن بعد تشريع القانون تعرض القناة التاسعة مثلاً زواج رجلين الاسبوع الماضي على جسر الهاربر وكذلك فعلت الـ سدني مورنينغ هيرالد واذاعة ABC…. وهؤلاء وكأنهم لم يقتنعوا بعد انه يجب تصديق ما كان يطالبون به، رغم ان جماعة الـ “لا” باتوا يعتبرون المشهد عادياً.
فلماذا لا تعرض الشاشات والصحف عشرات بل مئات الزيجات بين رجل وامرأة على جسر الهاربر وتعرض زواجاً مثلياً وكأنه اعجوبة الزمن.. غريب امر هؤلاء.. وكل “ماردي غرا” وتيرنبل يبتسم؟!