بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي
احتاج اهل السلطة في لبنان الى جولات ماراتونية وحسابات واعادة حسابات حتى ضجرت منهم الآلات الحاسبة لكي يتفقوا على تلزيم بلوكات الغاز لشركات اجنبية، وطلع الخبراء من كل حدب وصوب ومعهم المحللون على الشاشات ليبشّروا اللبنانيين بأنّ عهد البحبوحة آتٍ وان شعار «سويسرا الشرق» ليس حلماً وهو قابل للتنفيذ وسيبصر النور قريباً.
وما كادت تشرق شمس تلزيم بلوكات الغاز في البحر المقابل للشاطئ اللبناني حتى اطل وزير الأمن الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان ليضع نقطة على السطر مهدّداً متوعداً: «البلوك رقم 9 تابع للأراضي الاسرائيلية ممنوع المسّ به وإلاّ فهناك مشروع حرب مع اسرائيل»؟!
انه تهديد خطير، فهو اثبت ان لا امل في استخراج الغاز وبات مجرّد اضغاث احلام، وان اللبنانيين يجب ان يبقوا لبنانيين وليس سويسريين جدداً.
على كل حال، وجد الرئيسان عون وبري فرصة رغم ما يحصل في شوارع لبنان ليردّا على ليبرمان رافضين ما جاء على لسانه.. ولكن هل يجب ان نبقى تحت رحمة ليبرمان امّ اننا بحاجة الى مسّاح دولي بحري يكسب ثقة الوزير الاسرائيلي الروسي الاصل والمتطرّف جداً والذي اسس حزب «اسرائيل بيتنا» والذي يرفض اي نوع من المفاوضات مع الفلسطينيين؟.