– نحن افضل مصرف يقدم قروضاً منزلية بفوائد مخفضة لا تزيد على ٣،٧٩ بالمئة

 

زار مكاتب المؤسسة الاعلامية  للشرق الاوسط الرئيس التنفيذي الجديد لبنك سدني ميلتوس ميكايلس الذي كان قد رافق انطلاقة البنك في مراحله الاولى.
وبالمناسبة اجرى الزميل بيار سمعان اللقاء التالي معه:

 اعطنا فكرة موجزة عن خلفياتك الشخصية والثقافية ؟
انا مواطن من اصل قبرصي من مدينة ليماسول درست الاقتصاد في انكلترا وحصلت على مجموعة شهادات من اكثر من جامعة. كنت دائماً في الطليعة على المستوى العلمي. عملت في القطاع المصرفي وكان لي الشرف ان اساهم في اطلاق بنك سدني في سنة 2001 . (كان يدعى آنذاك لايكي بنك) وامضيت خمس سنوات في سدني (2006).
كان البنك يسعى آنذاك الى استقطاب الزبائن القبارصة  واليونانيين. وبعد سنوات قام بنك بيروت بشراء هذا البنك (2011) واطلق عليه اسم Beirut Hellenic Bank الذي اصبح فيما بعد يعرف ببنك سدني.
وطلبت الى الادارة الجديدة، خاصة الدكتور صفير ان اعود مجدداً لادارة بنك سدني. لقد تعرفت الى السيد شاكر والدكتور صفير وكان لديّ الثقة المطلقة بهما وبقدراتهما. وانا اؤمن  ان المدير الناجح هو من يعمل مع رب عمل ناجح وقادر. وبتقديري كان الوقت ملائماً لي ولعائلتي. فنحن امضينا عدة سنوات هنا ولدينا اقارب واصدقاء كثر. وكنت قد عملت سابقاً مع عدد من الموظفين واعرف بعض الزبائن بالاضافة الى وجود سوق جديدة هي الجالية اللبنانية المتميزة ولي اصدقاء كثر بينهم. كما ان لبنان هو بلد مجاور لقبرص ولدينا قواسم مشتركة عديدة… عوامل عديدة اعتقد انها تساعد على النجاح.
  ذكرت خلال اجابتك اكثر من مرة انه وقت ملائم على اكثر من صعيد. برأيك ما هي الامور التي تبدلت منذ قدومك الاول الى استراليا؟
لقد حققت نجاحاً باهراً في المرة الاولى. وعند عودتي الى قبرص كانت البلاد تعاني من ازمة مالية لم تساعد المصارف على تحقيق النجاحات المتوخاة. خلال تلك الحقبة حصلت على وظيفة قيادية في بنك قبرص، وهو من المصارف الاولى في البلاد ولديه فروع في اكثر من بلد. الازمة المالية ساهمت في دمج المصارف. وكان هذا التدبير  لصالحي من الناحية العملية وحصولي على مركز هام وتنقلي في العديد من الدول الاوروبية وروسيا.
  ماذا تغيّر في سدني منذ 2001؟
لقد عرف بنك سدني تطوراً ملحوظاً منذ ذلك التاريخ وشهد تغيرات عديدة.
عندما غادرت استراليا، كان رأسمال البنك 60 مليون دولار، اما الآن فاصبح الرأسمال 250 مليون دولار. وفي هذه الارقام الدليل القاطع ان المستثمرين هم مصممون على نجاح هذه المؤسسة المصرفية.
العامل الآخر الايجابي يكمن في توسيع السوق المحلية. في السابق كانت الجالية اليونانية هي المستهدفة. الآن اضيف اليها الجالية اللبنانية والعربية بشكل عام، وهي جاليات حديثة نسبياً عدد الجيل الاول فيها هو مرتفع. وهم لا يزالون مرتبطين بأوطانهم واصولهم، وهذه عوامل ايجابية.
الاقتصاد الاسترالي، بالمقارنة مع دول اخرى هو اقتصاد متين وهذا يشجع على الاستثمار. باعتقادي ان الاقتصاد الاسترالي سيحافظ على مستواه العالي في النمو ولن يشهد خضات تؤثر على الحركة الاقتصادية.
اما على الصعيد الشخصي فأنا وزوجتي اصبحنا الآن كعازبين. اولادي اصبحوا راشدين وهم يتابعون تحصيلهم العلمي الجامعي في لندن ويقيمون هناك. وهذا يمنحنا فرصاً اضافية لبناء علاقات اجتماعية ومتينة مع الزبائن والاصدقاء. ونحن نسعى لكي نبني المزيد من الصداقات في صفوف الجالية اللبنانية وهذا امر نحبه وليس مجرد وظيفة تفرض علينا تصرفات معينة لا نحب.
لكل هذه الاعتبارات اعتقد ان التوقيت هو ملائم للغاية. دعني اضيف عنصراً آخر شديد الأهمية. باعتقادي ان بنك سدني يمتلك الآن مساحة شاسعة للنمو والتوسع. وهذه من اهم العوامل التي جذبتني لقبول عرض ادارة بنك سدني.
  على اية مستويات يمكن لبنك سدني ان ينمو؟ هل بالإمكان تسليط الاضواء على ذلك؟
خلال السنوات الماضية اثبت بنك سدني قدرته على التقارب والتواصل مع الناس، من زبائن عاديين يريدون الحصول على قروض منزلية الى رجال اعمال يسعون الى تحقيق استثمارات  معينة. وتميز التواصل مع الناس بالعلاقات المباشرة والشخصية.
الآن لدينا 16 فرعاً لبنك سدني. حققنا استقراراً على مستوى الحسابات الشخصية والقروض المنزلية والتجارية. لكن حان الوقت الآن ان نبدأ باستهداف الطبقات الشابة بين اللبنانيين والعرب واليونانيين والقبارصة والارمن… الشباب يطمحون ويخططون لشراء المنزل الاول ونحن نريد مساعدتهم على تحقيق ذلك. بالاضافة الى الخدمات التي نقدمها سوف نطور استراتيجيتنا ونقدم لفئات الشباب ما يحتاجونه من رأسمال للانطلاق في استثماراتهم او لشراء منزل. انه لمهم ان يكون لدينا فروع كثيرة، لكن الأهم يكمن في نوع الخدمات التي نقدمها للزبائن.
لذا اعتمد بنك سدني اسلوباً اكثر جرأة بالنسبة للقروض وحجم الفوائد عليها. وكنا من الناجحين وتمكنا من الحصول على الجائزة الاولى لأفضل بنك بالنسبة للقروض المنزلية. ويمكننا من تحقيق نمو يزيد على 2- بالمئة في هذا المجال (القروض المنزلية).
الخطوة الاخرى التي سنعتمدها ايضاً هي المزيد من الاستمثارات المالية في القطاع التجاري والاستثمار بشكل عام. وسنحاول تلبية حاجات الجالية وتوفير المال للراغبين بالاستثمار وتقديم الاستشارات والتوجيه لفئات الشباب .
  بنك سدني ليس المصرف الوحيد في الاسواق، فانتم تزاحمون مصارف اجنبية وشرق اوسطية اخرى، كما تزاحمون مصارف استرالية كبرى. كيف ستتمكنون من تطوير بنك سدني ضمن هذه المجموعة من المصارف الكبرى؟
خلال وظيفتي المصرفية، عملت طوال 15 سنة في 9 مصارف متواجدة في 9 دول مختلفة. ولكل سوق يوجد وصفة مختلفة.
في استراليا. وجدنا انه بالامكان مزاحمة مصارف اخرى وكبرى في القروض المنزلية. فعلنا ذلك وحققنا نجاحاً. الفوائد على هذه القروض هي الارخص لدينا 3،79 ٪ مع وجود امكانية للتفاوض، وسنبدأ حملة الآن لخفض هذه الفوائد ايضاً.
نحن نسعى الى خفض المصاريف الادارية ونتمتع بليونة التعامل مع الزبائن وبالامكان اعطاء الزبائن اجابات سريعة على مطالبهم. وهذا غير متوفر لدى البنوك الكبرى.
دعني اختصر واقول. نحن لا نزاحم احداً ولسنا في علاقة متوترة مع احد، خاصة مع البنك العربي. مدى نجاحنا يتوقف في آخر المطاف على العروض التي نقدمها. نجحنا في مجالات ورفضنا الخوض في قطاعات اخرى.  علاقتنا مع الزبائن تقوم على  الموضوعية والصراحة. ولقد اثبتنا اننا سباقون على مستوى القروض المنزلية.
يوجد 4 بنوك كبرى في استراليا باعتقادي ان جميع المصارف تسعى الى مزاحمتها واجتذاب الزبائن منها. نحن لا نسعى الى استقطاب جميع زبائنهم، بل نريد اجتذاب من لا يشعرون بالانتماء الى هذه المصارف الكبرى.
وان كان جميع اللبنانيين والعرب يستخدمون بنك سدني والبنك العربي، باعتقادي نصبح عندئذ من كبار المصارف في استراليا، وهذا ما نسعى الى تحقيقه. فنحن لا نزاحم البنك العربي بل نحاول معاً اجتذاب الزبائن العرب. وباعتقادي اننا حتى الآن حققنا تقدماً ملحوظاً فالاستمرارية وعدد الزبائن والفروع والارباح التي نجنيها هي افضل دليل على ذلك. والجاليات الشرق اوسطية تريد ان ننجح. لذا نركز بالدرجة الاولى على قاعدتنا الشعبية. انا لا اريد اجتذاب زبائن من بيرث. انا موجود في باراماتا وغرانفيل وسواهما واسعى الى استقبال ابناء الجاليات التي تقيم في هذه المناطق.
ان التجاوب الايجابي من قبل الجاليات اللبنانية والعربية والارمنية واليونانية القبرصية تدفعنا الى توفير خدمات وعروض لا تقدمها سائر البنوك إن بالنسبة للقروض المنزلية او التجارية والاستثمارية. نقدم الى جانب رأسمال بفوائد مخفضة النصيحة والارشاد والتوجيه العملي، وهذا يساعد على بناء علاقات متينة وسليمة قائمة على الصراحة والمصلحة المشتركة والرعاية الصادقة.
في حال لم نكن جاهزين لمزاحمة البنوك الكبرى في مجال ما، فنحن لا نتردد ببناء علاقة متينة مع الزبائن ريثما نصبح جاهزين لتقديم الافضل. يجب ان اشير الى ان نجاح بنك سدني يجعله مؤهلاً للتوجه نحو المزيد من المزاحمة. وباعتقادي ان الجالية تريدنا ان نحقق ذلك.
فالنجاحات التي نحققها تستثمر في المزيد من التسهيلات والعروض الصالحة للجميع، وانا لا اشك ان الجالية اللبنانية تفاخر ان احد المواطنين اللبنانيين هو صاحب هذه المؤسسة المصرفية الناجحة، وهذا الشعور ينطبق على الجالية العربية واليونانية لأنها تؤسس معاً  الارضية المتينة والداعمة لبنك سدني.
  لقد عملت في 9 بلدان كما ذكرت سابقاً، برأيك ما هي الامور التي تميّز استراليا وتجعلها بلداً مختلفاً عن الآخرين؟
استراليا، على مستوى النظام والقوانين والثقافات هي قريبة جداً من المملكة المتحدة. واذا ما قارناها مع اوروبا الشرقية فهي مختلفة جداً على الصعيد الاقتصادي والنظام ككل. قبرص هي قريبة من استراليا وليس اليونان، وتتشارك مع بريطانيا في امور عديدة. لذا وجدت سهولة بالتكيّف عندما عملت في بريطانيا كما وجدت المناخ العام في استراليا ملائماً لي، حتى طريقة قيادة السيارات.
باعتقادي ان خلفيتي القومية والثقافية ساعدتني للغاية لأكون ناجحاً في استراليا. السوق المصرفية في استراليا لا تختلف عن السوق البريطانية او القبرصية، الفارق الوحيد هو في السوق المحلية على الصعيد الديمغرافي والتكوين الاجتماعي للسكان في استراليا.
يوجد في استراليا نسبة عالية من المهاجرين وباعداد ضخمة.نجاحنا يكمن بمعرفة النظام في البلد وبوجود عدد كبير من المهاجرين، وهم زبائن محتملون لنا يجب ان نعلم كيف نجتذبهم.
  ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
في الوقت الحالي لدينا 16 فرعاً. وفي القريب المنظور لا افكر بزيادة عدد هذه الفروع. ما اسعى الى تحقيقه، وقد بدأنا ذلك هو تعميم الخدمة المصرفية الالكترونية. لن نقفل اي فرع، ربما ننتقل من منطقة الى اخرى او من شارع الى آخر حسب الضرورة والحاجة الاجتماعية. وقبل ان نعمد الى توسيع وجودنا من خلال الفروع علينا ان نهيء الارضية الملائمة لتتماشى مع متطلبات العصر والتطورات التكنولوجية وتسهيل التواصل مع بنك سدني وتوفير الخدمات الالكترونية للجميع اينما حلوا في استراليا او في العالم.
هدفنا في بنك سدني ان ننمو ونكبر مع نمو الجالية، ونجاح الجالية نريد ان نساهم به لأنه سيكون تعبيراً عن نجاحاتنا ايضاً.
نتمنى التوفيق لبنك سدني والى المزيد من النجاحات.