بعدما قطعت القوات العراقية طريق إمدادات «داعش» من سوريا عبر تلعفر قبل أسابيع، فتحت جبهة جديدة ضد التنظيم في المناطق الصحراوية غرب الموصل، وإلى جانبها جنود أميركيون، وواصلت تقدمها في الأحياء الجنوبية، حيث يعيش الأهالي حياة عصيبة، ويتنقل الجنود بين البيوت التي فتح الإرهابيون بعضها على بعض، وبدأ من يستطيع المغادرة الفرار، وسط الاشتباكات.
على صعيد آخر، أكدت تظاهرات ضد رئيس الحكومة حيدر العبادي في محافظة واسط، خطورة استخدام الشارع في الصراع السياسي، وثبتت تحالف العبادي والزعيم الديني مقتدى الصدر، الذي اعتذر إليه ودعا المحتجين إلى وقف تظاهراتهم.
وأفادت وكالة «فرانس برس» أن قوات الفرقة التاسعة بدأت هجوماً من سلسلة تلال ترابية لقطع طريق بين الجانب الغربي للموصل وتلعفر، التي ما زالت معقلاً للمسلحين.
وتم بالفعل قطع الطريق بين المدينة والمناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في سوريا، ما أوقف تنقلهم بين البلدين وقطع عنهم الإمدادات.
وقال آمر الفرقة الفريق الركن قاسم المالكي، إن «القتال ليس سهلاً، والتقدم بطيء» في هذا المحور، مضيفاً أن «المشكلة تتعلق بالتضاريس وليس بالعدو. الأمر يبدو سهلاً، فالمكان مكشوف وليست هناك شوارع، وعندما نتحرك لا بد أن تسبقنا جرافات لفتح طريق لنا». وتواصل قافلة دبابات وعربات مدرعة السير ببطء عبر صحراء مفتوحة خلف جرافة، مخلِّفة سحابة ضخمة من الغبار.
وتتخذ الفرقة التاسعة موقعاً في تلال العطشانة، وهي إحدى أعلى المناطق في محافظة نينوى، ما يتيح لهذه القوة مشاهدة الموصل والسهول المحيطة بها. وحُجبت الرؤية بشكل تدرجي خلف دخان كثيف أسود بسبب نيران أشعلها عناصر «داعش» لتفادي ضربات المروحيات والطائرات الحربية.
وقال المالكي إن قواته تقدمت نحو 13 كيلومتراً خلال الأيام الستة الماضية، واستعادت السيطرة على عشر قرى ومحطة للطاقة الكهربائية، وأضاف أن الأمر سيستغرق بضعة أيام لتأمين طريق تلعفر- الموصل. وعلى مسافة قريبة جداً تمركزت قوة أميركية، وهي جزء من الوحدات التي تقدم المشورة والمساعدة وتعمل جنباً إلى جنب مع قوات الفرقة التاسعة. وأكد المالكي: «إنهم (الأميركيون) معي أينما أذهب. هناك تنسيق كبير».
وأعلن اللفتنانت كولونيل جيمس براونينغ، أن قواته «تقدم مساعدة إلى القوات العراقية منذ شهرين، وقد كانت حاضرة لدى استعادة الجانب الشرقي للموصل». وأضاف: «مهمتنا هنا هي التأكد من أن قائد الفرقة التاسعة يحصل على كامل المساعدة من قوات التحالف».