فوجئ صديقي امس الاول وهو يقرأ عن احتمال انشاء  قاعدة للطيران العسكري الاميركي البعيد المدى في استراليا تشبه قاعدة العيديد في قطر؟!.  وتساءل: «يخيفونا من صواريخ كيم الصغير في كوريا الشمالية وهو لا يستهدفنا اصلاً، ويخيفوننا من الصين التي تبني جزراً اصطناعية على شاطئها الجنوبي والصينيون آخر همّهم استراليا  فهم حاصلون على موادها الاولية وسوقها  مفتوحة لهم. ويخيفوننا من «داعش» في اندونيسيا علماً ان الحكام في جاكرتا هم المذعورون قبل سواهم من التمدّد الاصولي، واخيراً يخيفوننا من بقايا ابو سيّاف في جنوب الفلبين وهم باتوا اسماء بغير افعال..»
ولما انهى صديقي حديثه بادرته قائلاً: «فعلاً انك متابع دقيق للأحداث، وما المقصود من كل هذه المحاضرة». اجاب: «المقصود ان استراليا تحتاج الى ما هو اهم من الطيران الاميركي البعيد المدى، فالخطر الحقيقي ليس من هانوي او بكين او جاكرتا او جنوب الفلبين، الخطر الحقيقي هو الذي رأينا نُذره يوم السبت الماضي في اكسفورد ستريت في مسيرة الماردي غراه ، هذا الخطر يحتاج الى علاج بعيد المدى لأنه خطر داخل البيت وليس خارج اسواره.. وفهمك كفاية يا صديقي!

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com