بقلم هاني الترك
By Hani Elturk OAM
بول رجل مطلق وسارة امرأة مطلقة..التقيا في حفل وتصادقا.. قادتهما الصداقة الى قفص الزواج.. هو له اولاد من زواج سابق.. وهي كذلك لها اولاد.. بعد ان تعمقت العلاقة الزوجية بينهما كشف بول سره الى ساره.. فهو يعشق الاطفال والجنس مع الاطفال.. اصيبت ساره بالصدمة الحادة وارادت ان تهجره.. فإن المجتمع يخشى من المعتدين جنسياً على الاطفال ويحتقرهم ويود ان يلفظهم بعيدا بعيداً.. حينما يقبض عليهم وتنزل بهم عقوبة السجن يعاقبهم السجناء ويعتدون عليهم في السجن.. وفي بعض الاحيان يقتلونهم.
ارادت ساره ان تهجر زوجها بول مع انها تحبه .. فهي مؤمنة بالله وترى ان بول بحاجة الى الحب والحماية العاطفية والنفسية فقررت معه العيش في منطقة بعيدة عن الناس والاطفال في مكان نائي في المقاطعة الشمالية.. وكان بول يعاني نفسياً من المشكلة.. فقد اعتدى على الاطفال في السابق وتستبد به فكرة الاعتداء فذهب الى مركز الشرطة واعترف بجرائمه.. واطلق سراحه على ان يمثل للمحاكمة.. وهو يتلقى العلاج النفسي للسيطرة على الشبق الجنسي الذي يتسلط عليه.. وهو يقول انه لا ينجذب جنسياً الى الاطفال فحسب ولكن عاطفياً ايضاً.. فهو يعشق الاطفال ويود ان يحضنهم ويعانقهم.. ويعاني من مرض الاكتئاب النفسي الحاد والصراع النفسي المدمر.. وحاول الانتحار عدة مرات.. وحينما عرف ان السجناء يعتدون علىالمدانين بجرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال يقتلونهم في السجن.. ارتاحت نفسه وتمنى ان يحدث ذلك له حتى يقضي على حياته.
ان المغرمين بممارسة الجنس مع الاطفال يعانون من شذوذ نفسي رهيب.. وبالطبع من انحراف جنسي فظيع.. وهم بحاجة الى العلاج اثناء فترة العقاب في السجن.. ومراقبة سلوكهم واستمرار علاجهم بعد اطلاق سراحهم ومتابعة حياتهم في المجتمع حيث لا يكرروا جرائمهم.
ان الناس ينظرون الى المعتدين جنسياً وعاطفياً على الاطفال بأنهم شياطين منحطة.. وهذه نظرة طبيعية للمجتمع نحوهم.. ولكن يجب معالجتهم نفسياً في برنامج تأهيلي لحياتهم في السجن وبعد الافراج عنهم للعيش في المجتمع.. ويجب ان يركز البرنامج على بناء مهارات العيش في اطار علاقات جنسية ناضجة مع البالغين وليس الاعتداء على الاطفال.
يُقدّر عدد المدانين بجرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال النزلاء في سجون نيو ساوث ويلز بحوالي 400 مجرم.. ولكن بالطبع هناك حالات اعتداء جنسي كثيرة على الاطفال لا تصل الى الشرطة وغير مبلّغ عنها.. ويكفي النظر الى تحقيقات المفوضية الملكية في الاعتداء الجنسي على الاطفال اذ ان عدداً هائلاً هم من الضحايا ولم يُكشف عنها الا اثناء تحقيق المفوضية .. والادهى من ذلك فإن المعتدين جنسياً على الاطفال يشغلون مناصب مرموقة في المجتمع والبعض يستغلون مناصبهم في اخفاء عمليات الاعتداء الجنسي على الاطفال.. ولذلك من المهم جداً البلاغ عن جرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال الى الشرطة وعدم اخفائها حتى يعالج المعتدي عليه من الاطفال وتتم عقوبة المعتدي جنسياً في السجن وتلقي العلاج بإعادة التأهيل وتقويم سلوكه المنحرف.
ومعظم الحالات التي يقبض فيها على المعتدين جنسياً على الاطفال يدعون انه قد اعتدي عليهم جنسياً في الطفولة مما ادى الى انحرافهم الجنسي والنفسي.. وهذا ادعاء عارٍ عن الصحة.. فلا يجب قبول الاعذار المبررة للاعتداء الجنسي على الاطفال مهما كان كذريعة للاعتداء في مرحلة البلوغ.
وهنا يجب التركيز على حماية الاطفال من المنحرفين .. لأن الاعتداء على الاطفال جنسياً يدمر حياتهم ويمزقهم نفسياً اضافة الى الاضرار الجسدية.. والقاعدة الذهبية هي عدم الثقة بأي مخلوق برعاية الاطفال بدون رقابة الآباء والامهات.. واذا وقع الاعتداء الجنسي على طفل يجب استشارة الطبيب وتلقى الطفل العلاج النفسي والجسدي وعدم التكتم عليه.. لأن العلاج النفسي هام جداً في المراحل المبكرة من وقوع الطفل ضحية للاعتداء.. فإن العلاج النفسي الفعال له تأثير كبير في اندمال الجروح النفسية الناجمة عن الاعتداء.
وكلمة اخيرة في هذا المجال: انه لا مبرر اطلاقاً لمجرم ان يعتدي جنسياً على الاطفال مهما كانت درجة انحرافه النفسي.. وعلى المعتدي السيطرة على نزعته الجنسية والخضوع للعلاج النفسي لعدم الوقوع في فخ الجريمة التي يدخل على اثرها السجن نتيجة شبق جنسي حاد.. والرجل الحقيقي هو الذي يتحكم بنزوته الجنسية ويمارسها بطريقة سوية.. ولا يشبعها عن طريق الاعتداء على الآخرين وخصوصاً الاطفال.. فالاطفال في حاجة الى رعاية وحنو وعطف.. انهم اطفال ابرياء.. وليس استغلالهم كهدف جنسي لمخالب مجرم عتيد لا رحمة ولا شفقة لديه سوى اشباع رغبته الجنسية الشاذة.