Hani-Elturk2

بقلم هاني الترك

By Hani Elturk OAM

في مثل هذا اليوم منذ ثلاثين عاماً وبتاريخ 27 اكتوبر تشرين الاول عام 1985 سلم الحاكم العام آنذاك سير نينيان ستيفن ملكية الصخرة المقدسة لدى الابوروجينيين اولورو Uluru لمالكي الارض الاصليين الابوروجينيين.
كان المكتشف الانكليزي لداخل استراليا وليام غوس هو اول من صعد الى قمة الصخرة .. وقال ان جمال الطبيعة المذهلة لم ير مثله قبل ذلك الا في الصخرة المقدسة اولورو.. وكان وليام ارنست جيلز هو اول شخص اوروبي يكتشف الصحراء الاسترالية من وسط القارة حينما لمح الصخرة عام 1872 والتي تعتبر اكبر صخرة في العالم.. وقد تشكلت منذ 600 مليون سنة.. والابوروجينيون يعيشون في تلك المنطقة منذ 30،000 سنة.
والصخرة المقدسة اولورو تمثل معتقدات الابوروجينيين الروحانية.. والتي نشأت زمن الحلم Dream Time   وهو الذي خلق فيه العالم الطبيعي والانساني من قبل كائنات اسطورية نجم عنها القوانين الاجتماعية وكان للعضو التناسلي للرجل هو المسؤول عن خلق الانسان.
ويعتقدون ان الانسان هو جزء من الطبيعة وعالم الحيوان التي تتشارك جميعها  بقوة روحانية سواء في الماضي البعيد منذ بدء الحياة والحاضر وحتى المستقبل.
وزيارة الصخرة المقدسة اولورو تمنح الشخص الحظ السعيد كما يعتقد الاوروجينيون.. ولكن اذا اخذ منها الشخص حجر ولو كان صغيراً فإنها تجلب له النحس.. والكثير من السياح (25 في المئة)  الذين زاروا الصخرة المقدسة واخذوا حجارة منها قالوا انهم اصيبوا باللعنة والحظ التعيس لذلك يرجعونها مع تقديم اسفهم لأخذها.
كان الابوروجينيون بدائيين في انماط حياتهم وعددهم حوالي المليون نسمة والآن حوالي 200،000 الف نسمة قلّ عددهم بسبب الامراض والادمان على المخدرات والكحول، وقُتل بعضهم على ايدي المستوطنين.. ويتحدثون بـ 500 لغة        الابوروجينيون ان المستوطنين هم نساء نظراً لعدم وجود لحى مما تطلب من كابتن آرتر فيليب الكشف عن اعضائهم التناسلية حتى تأكدوا انهم رجالاً.
وظن البعض من الابوروجينيين ان المستوطنين هم آلهة مثل تدخين السيجار دونما حرق الشفايف.. وكذلك ظنوا ان كابتن جيمس كوك كان ساحراً من العالم الآخر حيث يضع يده في جيبه.
وكان التعامل بين المستوطنين  عن طريق المقايضة بمشروب الرام.
وحصلت مصادمات وصراعات بينهم وبين المستوطنين ولم يعرفوا الزراعة ولكن كانوا يعيشون على اصطياد الحيوانات وثمر الشجر والنباتات والعسل البري والحشرات والدود والسمك.
ولعلنا نتذكر الابورجيني بينيلونغ الذي كان وسيطاً بين الابوروجينيين والمستوطنين حيث ذهب الى انكلترا وقابل الملك واحتسى الكحول حتى اصبح مدمناً عليه.. ومات متأثرا بالمرض.. ولكن اسمه اطلق على الدائرة الانتخابية بينيلونغ التي كان يشغلها رئيس الوزراء الاسبق جون هاورد.
ويقيم حالياً بعضهم في المدن والبعض الآخر  في المناطق النائية ويحافظون على تقاليدهم وعاداتهم ويتمتعون بجيمع الحقوق مثل الاستراليين بما في ذلك حق الانتخاب والترشح للبرلمان.