في تشرين الثاني سنة 2005 اندلعت حرب الضواحي الباريسية ومعظم سكانها من المهاجرين الجزائريين بسبب معاملة الشرطة لشبان من هؤلاء، وكادت هذه الحرب ان تكلف نيكولا ساركوزي وزارة الداخلية التي كان يتسلّم حقيبتها يومها.
منذ اسابيع تدور حرب مشابهة في الولايات المتحدة وبالتحديد في مدينة بلتيمور في ولاية ميريلاندز حيث قتل الشاب الاسود فريدي غراي في مركز احتجاز للشرطة ، فانطلقت التظاهرات تندّد بعنصرية الشرطة.. وتدخّل الرئيس اوباما ولم تنفع اصوله الافريقية في تهدئة الاوضاع، كذلك لم تنفع مناشدات عمدة المدينة الافريقية الاصل ايضاً ستيفاني رولينغز بليك، فاندلعت النيران في المباني وانتشر اللصوص في الشوارع واتسعت اعمال الشغب حين وصفت بليك المتظاهرين بـ «البلطجية» ورغم اعتذارها استمرت عمليات التخريب.
مَن رأى مشاهد الشبان السود يحطمون زجاج السيارات وحديد الارصفة يظن انهم في الصومال او الكونغو او نيجيريا، لكن المشهد هو اميركي بامتياز والفوضى هي اميركية والتمييز العنصري موقّع بيد اميركية، ووزراء اميركا يجوبون العالم وسفنها الحربية تجوب البحار؟؟
كيف ينشر الاميركيون الديموقراطية والعدالة في العالم، في حين يعاني بيتهم الداخلي من فقدان هذين العنوانين وبلتيمور نموذجاً.