تطلّ الإعلامية والممثلة اللبنانية ريتا حرب حالياً في دور البطولة النسائية الأولى في مسلسل «حياة سكول» الذي يُعرض على شاشة MTV، وهو من سيناريو راما حيدر وإخراج جيسيكا طحطوح وإنتاج «مروى غروب»، مثبّتةً بذلك مكانها على الخريطة الدرامية المحلّية بعد سلسلة من الأدوار اللافتة.
بعد مشاركتها في سلسلة من الأعمال التمثيلية من بينها: «الحياة الدراما»، «العشق المجنون»، و»مراهقون»، أثبتت ريتا حرب وجودها على الساحة الدرامية المحلية وها هي اليوم تلعب دور البطولة في مسلسل «حياة سكول» الرومانسي- الاجتماعي. هكذا يأتي نجاحها في عالم التمثيل مكمّلاً لأكثر من 13 عاماً من تقديمها برنامج «عيون بيروت» المستمرّ على شاشة «أوربيت».
ريتا السعيدة بنجاحها تقول إن «الادوار السابقة التي لعبتها مهّدت لوصولي إلى هذه المرحلة» حيث تؤدّي اليوم في المسلسل الاجتماعي الطويل دور البطولة النسائية الأولى.
عين الصحافية
ريتا التي تعرف نجومية كبيرة في مجال عملها الإعلامي، تؤكّد أنّ عينها الصحافية تساعدها على «استدراك الأخطاء وتصويب الأمور سريعاً»، حيث تقول: «أحاول أن أكون منطقيةً في كلّ ما أفعله وفي طريقة تقديمي للدور وبالطبع تحاشي الأخطاء حتى في التفاصيل الصغيرة، ليس خوفاً من الانتقاد وإنما من باب حرصي على عملي».
انتقادات سخيفة
وتضيف: «بعض المنتقدين للأسف لا يمكن الردّ عليهم لأنّ انتقادهم يكون فارغاً ولا يمسّ سوى تفاصيل صغيرة وغير جوهرية. في المقابل هناك انتقادات ذكية وفي محلّها تفيد العمل، ويمكن أخذها في الاعتبار بسرعة لا سيّما إن كان المسلسل لا يزال في طور الكتابة، بعكس الانتقادات السخيفة التي لا تؤثّر فيّ أو في العمل».
مع انتقال مسلسل «عشرة عبيد زغار» في عرضه الثاني إلى شاشة «النهار» المصرية ترى ريتا أن انتقاد شخصيّة لميس التي أدّتها في العمل لمجرّد حملها سيجارة طوال الوقت يندرج ضمن إطار الانتقادات السخيفة.
بالنسبة إليها «الشخصية كانت مركبّة وتتطلّب معالجةً ليست سهلةً أو بديهية والتوقّف عن أمر السجائر يضحكني لأنها مثلها مثل أي مدخن «ما بتنزل السيجارة من إيدها» فهذا ينطبق على الجميع وليس عليها وحدها». وتشدّد: «لا يمكن رؤية بضع حلقات أو مشاهد وتوجيه الانتقادات يجب متابعة العمل قبل تقويمه.
وهناك أعمال مثل «10 عبيد زغار» لا يمكن تفويت حلقة منها لأنها مترابطة بينما في الأعمال الطويلة مثل «حياة سكول» إن فوّت المشاهد بضع حلقات يستطيع استكمال المشاهدة لأنّ القصة لا تتغيّر جذرياً في حلقة واحدة وهناك سياق عام للمسلسلات الطويلة».
ألِفت الكاميرا وألِفتني
وتعترف: «الأعوام التي أمضيتها في مجال التقديم ساعدتني على دخول مجال التمثيل ولعب أدوار بطولة منذ البداية، لأنّ في جعبتي خبرة طويلة وأنا صاحبة وجه معروف على الشاشة ولست بحاجة لألعب أدواراً صغيرة لأثبت نفسي أمام الكاميرا، التي ألفتها وألفتني طوال هذه السنوات من العمل الإعلامي المستمرّ.
أعرف كيف أتعامل مع الموضوع بمهنية ولديّ حضوري وشكلي ولست متخرّجة حديثاً من الجامعة وبحاجة لفرصة أمام الكاميرا. إضافة إلى ذلك لقد قدّمت سابقاً الفوازير وتردّدت طويلاً قبل دخول المجال».
تأخّرت ولكن
لا تخفي النجمة اللبنانية أنها تلقت عروضاً كثيرة من غير جهة إنتاجية وعلى مدى سنوات قبل إقدامها على خطوة التمثيل. «أنا كنت السبب الرئيس في تأخير دخولي إلى مجال التمثيل ولم أشأ أن أدخل في عمل تلفزيوني طويل، لهذا السبب مثّلت للمرّة الأولى في «الحياة الدراما» في حلقة واحدة لجسّ النبض واختبار نفسي.
وكانت التجربة ناجحة وسمعت تعليقات إيجابية كثيرة من أشخاص يعملون في الكواليس ومن أناس عاديين من خارج الوسط فهؤلاء تكون شهادتهم صادقة لا مسايرة أو مصالح فيها. وبدأت أتعلّم وأطوّر نفسي بسرعة وخضعت لدروس خصوصية في التمثيل وتمارين في الصوت».
أعترف بإدماني
تمضي ممثلات سنوات طويلة في مجال التمثيل ولا يحظين أحياناً بدور بطولة فما الذي تملكه ريتا ولا يملكه سواها؟ على هذا السؤال تجيب: «لا أعرف إن كنت أملك ما لا يملكه سواي سواء في الشكل أو القدرات أو الكاريزما، ولكنني إنسانة مؤمنة وأترك أمري لربّي في كل شيء وأعرف انني أعمل من كلّ قلبي ولا أرضى بأنصاف الحلول وأذهب للنهاية في كل شيء أفعله.
لديّ شغف كبير بالتمثيل يوازي شغفي بالإعلام. وأعترف بإدماني على العمل وبأنني لا أرضى بتقديم شيء دون المستوى وإنما قد أعمل أضعاف وأضعاف ما يتطلّب الامر لأقدّم صورة مُرضية لي أوّلاً وللناس ثانياً».
لا عودة بعد صدام
وعن تصريح المنتج مروان حداد حول أسباب اختياره ريتا لهذا الدور تقول: «مروان حداد قال لي إنّ هناك نقصاً في وجوه تمثيلية معيّنة لا سيّما في الممثلات من عمري وشكلي ومن صاحبات الحضور اللافت على الشاشة. وهو منتج له خبرته وصاحب عين ثاقبة وقد قدّم مواهب جديدة عدّة».
وعما إذا كانت تخشى أن تتحوّل صداقتها بمروان حداد إلى عداوة أسوةً بما حصل بينه وبين عدد من البطلات اللواتي أطلقهنّ في مجال التمثيل، تجيب: «أتعامل بطبيعية مع كلّ الناس وأتحاشى الخلافات في العمل وهذا مبدأ التزمتُ به طوال سنوات في العمل الإعلامي. أفضّل التوقّف كلياً عن التعامل مع شخص معيّن على الاصطدام به ثم العودة إلى العمل معه مجدداً وكأنّ شيئاً لم يكن.
لستُ من هذا النوع. بطبيعتي أنا شخص يُستَفز ولكن في مكان العمل أسعى دائماً إلى المحافظة على الهدوء والمهنية في التعاطي مع الزملاء وعندما أقرر التصادم أعرف أنْ لا خط للعودة. أكره النفاق وأكثر ما يستفزّني الخبث والكذب لانهما لا يشبهان طبعي ولا طريقة تعاملي مع الناس».
وجودي يزعجهم
وعما إذا كانت تشعر بغيرة الآخرين، تعترف: «الوسط قائم على الحسد ولا أعلم لمَ يتعامل الناس مع بعضهم بهذه الطريقة، فلا يحصل الإنسان إلّا على ما كُتب له. وأنا أعلم أنّ وجودي يضايق كثيرين وأسمع الكثير من التعليقات والوشوشات ولكنني لا أعيرها أيّ اهتمام لأنّ الموضوع لا يعنيني وأنا أساساً مشغولة بعملي طوال أيّام الأسبوع ونادراً ما يكون لديّ فرصة الاستمتاع بيوم عطلة حتى في نهاية الأسبوع».
أستحقها وأكثر!
وعلى مَن يقولون إنها لا تستحق دور بطولة أولى بهذه السرعة تردّ: «أقول لهم أستحقها لا بل أستحق البطولة من الدور الأوّل لأنْ لديّ خبرتي الطويلة أمام الكاميرا ومشواري المهني في مجال الإعلام ولستُ دخيلة على الوسط. وفي حين يأتون بملكة جمال ويمنحونها دور بطولة في المرّة الاولى لوقوفها أمام الكاميرا، لي في المقابل خبرتي ووجودي على الساحة».
وعن مشروعاتها التمثيلية تقول: «العروض موجودة ولكنني حالياً ملتزمة بتصوير عمل طويل سيستغرق شهوراً والمنتجون يعرفون ذلك، فقد ارتبطت بالعمل لانني أحببته وآمنتُ بالدور وبالرسائل التي يوصلها لا سيّما أنه يطاول موضوعات مهمّة مثل التعليم والتربية وكيفية التعامل مع المراهقين. وأتطلّع لعمل على مستوى مهمّ بعد «حياة سكول» لا يكون طويلاً».
ولا تخفي الإعلامية المحبوبة أنّ هناك أفكاراً كثيرة قيد النقاش مع إدارة «أوربيت» من أجل تنفيذ برامج جديدة، موضحةً: «صوّرتُ عدداً من الحلقات التجريبية ويتمّ حالياً التباحث بشأن برنامج جديد وهناك مشاريع جدية لرمضان المقبل وما بعده ولكن لم يتم الاتفاق بعد بشكل نهائي».