كانت الحوارات محطات انتظار لدى اللبنانيين من جنيف الى لوزان الى سان كلو، وكان كل فريق يعدّ ورقة عمل وكان المواطنون ينتظرون.. وهكذا، حتى انحصرت الحوارات بين مجلس النواب وبعبدا، ولم يعد المواطنون يعيرونها اهتماماً لأنها اصبحت مشاهد فولكلورية، ولم يعد المحاورون انفسهم مقتنعين بمحاولاتهم وهم يدركون مسبقاً خواتيمها، لماذا؟ لأن القضايا الخلافية توضع جانباً، فعلى ماذا إذن نتحاور، وهل نتفق على ما هو متفق عليه وهل نقول ان الابيض هو ابيض بنظر الجميع وكذلك الاسود؟!
كيف نتحاور والاول يشنّف اذنه الى طهران، والثاني يضع سمّاعة الرياض، والثالث متأثر بمواقف واشنطن، والرابع اسير النظام السوري، والخامس ينتظر الرفاق العتاق في موسكو، والسادس يعزف على وتر الهلال الخصيب، والسابع كونفيدرالي، وهكذا يدوّخون الطاولات المستديرة ويدُوخون ، ويقولون «نسعى للوصول الى حلول».