أنطوان القزي

المرشحة في دائرة الشوف حليمة القعقور رفعت ظلماً انتخابياً لحق بلدتها بعاصير عمره ستة عقود منذ ان ترشح نسيبها حسن القعقور اكثر من خمس مرات على لائحة الرئيس شمعون ولم يكتب له الفوز. حتى مات حسن بك الذي كنت أعرفه شخصياً حاماً عقدة النيابة. واسباب عدم وصول ابن بعاصير الى الندوة البرلمانية هو وجود بلدتين سنيتين كبيرتين في اقليم الخروب كانتا توصلان مرشحيهما الى البرلمان وهما شحيم وبرجا وكل واحدة منها لديها اليوم ١٧ الف ناخب.
وسبب حديثي عن بلدة بعاصير الشوفية وبالتحديد عن حليمة هو لسببين: اولاً لأن بعاصير تربطها ببلدتي الجية علاقة على اكثر من محور، منها ان اكثر من اربعة اجيال من تلامذة بعاصير كانت كانت تأتي الى بلدتي عن طريق الاوتوكار منذ سنة ١٩٤٨للتحصيل الدراسي في مدرستَي مار شربل والعائلة المقدسة وعلى امتداد هذه السنين كان لا يخلو صف من تلميذ بعاصيري.
أما حليمة التي فكّت عقدة بلدتها ونجحت بالنيابة على لائحة « توحدنا للتغيير» فهي ناشطة سكع اسمها منذ انطلاقة الثورة ومن تابع نشاطاتها ومواقفها ًواطلالاتها التلفزيونية فرح لفوزها مع زميليها على لائحة « تحّدنا للتغيير» لأنها كسرت ثنائية اللوائح التي تحكّمت بالشوف منذ الاستقلال وحتى اليوم.
كانت حليمة وجها ثورياً حقيقياً ورمزاً وازناً من رموز ١٧ تشرين ترسم ملامح واضحة وتعرف ماذا تريد ولا تزعج احداًوهي الاستاذة الجامعية.
فتحية كبيرة للإغتراب الذي «خردق» الكثير من النتائج وجعل ١٢ نائباً يحصلون الى الحاصل : ٦ للقوات اللبنانية و٦ للوائح التغيير، هذا الإغتراب الذي تفوّق على المقيمين في نسبة الإقتراع وتفوّق عليهم في حرصه على انقاذهم مما هم فيه والذي فرض نفسه بقوة على المعادلة السياسية في لبنان حتى باتت صناديق الإقتراع بعبعاً على جماعة المنظومة التي حاولت التلاعب بنتائج الصناديق في كل من قضاءَي حاصبيا والبقاع الغربي-راشيا.
بالمختصر، وكخطوة اولى إنه إنجاز جيّد على طريق التغيير الصعبة والشاقة اسقط الكثير من احصنة طروادة الممانعة اولها طلال ارسلان وثانيها وئام وهاب وثالثها ايلي الفرزلي. مع اختراق ل»البلوك» الشيعي في حاصبيا وارتفاع الارقام الشيعية المعارضة للثنائي الشيعي وتشتُّت الصوت السنّي الى عدة فئات وتقهقر الحريرية في كل من بيروت وطرابلس وصيدا وعكار.
والمفاجأة غير المتوقعة كانت في خلوّ جزين من اللون البرتقالي.
أما التعديات على مندوبي النائب أنطوان حبشي على أنواعها فهي التي عزّزت فوزه بقوة.
في المحصلة ، اختار اللبنانيون مّن يرون أنه قادر على الوقوف في وجه «حزب الله».
ختاماً، أقول لحليمة القعقور أنها قلبت معادلة «رجعت حليمة لعادتها القديمة» لأنها حليمة نسخة جديدة؟!. مبروك.