بقلم نوفل حنا نوفل – سدني
في أي زمن وقرن نخرج من الظلمة الحالكة لكي يظهر لنا النور والحقيقة والوعي البشري الكامل ، لكي نحقق أعلى مستوى من النجاح الباهر في عالمنا العربي المتألم والمعذب ؟
فهل يستطيع العالم العربي ان يتغلب على الماضي المزدري والخجول ، ويرسم له خريطة استراتيجية واضحة وجديدة لتأمين الأكتفاء الذاتي وسبل العيش الكريم ، والدفاع المشترك في مواجهة التحديات الإقتصادية الراهنة والمستقبلية، ويبعد الزعماء عن العنجهية السياسية والتقليدية والتجارة بأرواح البشر المساكين ،
فمن المعلوم تاريخياً بأن الظلم لا يرحم ، والإستبداد يولّد ثورة جنونية في قلوب البشر ، فمن الصعب جداً ان تنتهي الأحكام العرفية والدكتاتورية بشكل سلمي عند الناس المظلومين ، لأننا دائما نري في المنطقة العربية جميع حقوق الناس ضائعة في كل مكان وزمان ، وزيادة على ذلك بأن الجميع مهددين بالقمع والعذاب والويلات والرحيل أو الذل اًو الموت ، من حيث لم أر في تاريخ البشرية أنظمة قمعية وإقطاعية وعشوائية وعنصرية وأكثر منها تخلفاً واكثر منها فتكاً وحقداً وذلاً على الإطلاق ،
نحن نتساءل لماذا العالم العربي يعيش تحت وطأة وحقارة الضغوطات السياسية والرجعية والقوانين الخارجية التي من الممكن ان تكون فرضت عليهم من المستعمرين الذين يعملون خلف الكواليس المغلقة لصالحهم ومصالحهم الشخصية، فأين أصبح الفرسان لا حياة لمن تنادي ، وأين أصبح العلمانيون فلا نرى صداهم، وأين أصبح الباحثون والمؤرخون والعلماء والمفكرون، من حيث قتل العديد منهم ، والباقي هجروهم لأنهم قالوا الحق وكشفوا القناع عن الوجوه المستعارة ، وحددوا الأعداء ووجدوا من هم السماسرة الكبار تجار الموت الذين وراء الكواليس المظلمة ،جميع هذه الأمور من المحتمل ان تخلق حالة نفسية سيئة للغاية ، وتجعل حياة الناس قاسية كأنها في داخل الجحيم المشتعل ، وتجعل جميع الناس تحت أحراج كبير ، أما إلى التقدم والحرية ، اًو إلى الانعزال والانهزام والإنهيار ، لكي تصبح الحياة مجبولة بالدم الأحمر تتصاعد منها رائحة الموت الكريهة ، والتي لم ترَ ثورة الحق بالحياة للقيامة والنور ، ولم تتحرر يوماً من الأيام من تحت وطأة اليأس والذل والإستعمار البغيض ، والحروب المتتالية والشغب بين الناس في كل مكان وزمان في المنطقة العربية المستهدفة من اعداء خلف الستار الذين يسلبون ثروات الارض والشعب المغلوب على أمره ، ولا احد يعلم اين سيضعون حدا لهذه الظاهرة الغريبة والانهيار الشامل في المنطقة .

