أنطوان القزي
الحمدلله، عندما أدرج دستور الطائف إسم لبنان على أنه وطن عربي، تنفّست العروبة الصعداء لأنها أنجبت صبياً بعد نحو عشرين بنتاً، لكن لبنان أصيب ولا يزال بحالة ضيق نفس تزداد يوماً بعد يوم.
فمنذ «الطائف»، شهد لبنان أكثر من 15 حرباً داخلية من كل القياسات، ولم يستطع اي مندوب عروبي أن يوقف واحدة منها، رغم أن بيروت أعلنت ولاءها جهاراً وتكراراً أنها عربية حتى النخاع؟!.
وها هم الأخوة الفلسطينيون يعودون الى خوض معاركهم في عين الحلوة (الصورة) في أستعادة الى حروبهم التي لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية!. وها هي جامعة الدول العربية لا تحرّك ساكناً وهي تشهد على قرار أممي بتغيير ديموغرافية لبنان تمهيداً الى ازالته عن الخريطة..
الى من نرفع شكوانا، هل الى العراق المشغول بانقطاع الكهرباء عنه وجفاف نهرَي دجلة والفرات والبحث عن علاج لمواجهة مشكلة المخدرات؟.
أم الى سوريا التي تتوالى الحروب على أرضها بين جيوش لا حصر لها.
أم الى السودان حيث تمّ العثور على ثلاثة آلاف جثة في مشارح الخرطوم من دون ان تتوافر معلومات عن أصحابها. أم الى المغرب المشغولة هذه الأيام
باتفاقية شراكة مع شركة الطيران الإسرائيلية «أركيع» لتسيير خط جوي مباشر يربط تل أبيب بمدينة الصويرة جنوب المملكة، بدءاً من سبتمبر (أيلول) المقبل.
علماً أن المغرب اعلن في 10 ديسمبر (كانون الأول) 2020 عن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد قطعها عام 2000 على خلفية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
أم نتوجّه الى شقيقتنا الكبرى مصر المشغولة هذه الأيام بهمّ يختلف عن هموم شقيقاتها وهي الزيادة الجنونية في عدد سكانها الذين ازدادوا ربع مليون نسمة خلال 57 يوماً!!.
وإذا كانوا كلهم مشغولون عنا، فمن يطفئ لهب الموت في عين الحلوة؟.
«ألعرب مش عالسمع» تماماً مثلما نعرفهم.