كلهم يعرفون من كان وراء انفجار مرفأ بيروت في مثل هذه اليوم، كلهم من رأسهم حتى أخمص قدّميهم دجّالون ومراؤون؟!.
كلهم يعرفون أسباب الانفجار الذي هز بيروت الساعة السادسة من بعد ظهر يوم الثلاثاء 4 آب 2020 وقُتل فيه 113 شخصا وجُرح أكثر من 4000 آخرين، ووقع في مخزن في المرفأ كان به مخزون كبير من مادة نترات الأمونيوم.
في اليوم التالي، 5 آب، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة بطريقة غير آمنة في مستودع لنحو ست سنوات.
كما أشار مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إلى أن حاوية تضم هذه المادة الكيميائية سبق مصادرتها وخزنها في مخزن في المرفأ منذ سنوات.
وأوضح مدير الجمارك في لبنان، بدري ضاهر، أن الحاوية كانت محتجزة بأمر قضائي بناء على دعوى خاصة إثر خلاف بين المستورد والشركة الناقلة.
لتكرّ المسبحة ويتضح أن وزرا ومدراء عامين كانوا على علم بوجود النيترات وباعترافهم جميعاً، ورغم ذلك لم نرَ واحداً من هؤلاء يُساق الى العدالة؟!.
وفي أعقاب الانفجار، قدَّمت هيئات الأمم المتحدة ووكالاتها الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، كما حرصت على تقديم خدمات الدعم النفسي وبذلت جهوداً حثيثة لإعادة تأهيل وترميم المراكز الثقافية والمدارس. وقد شملت هذه الهيئات كلّ من برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة اليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وموئل الأمم المتحدة، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وغيرها من هيئات الأمم المتحدة القائمة في لبنان.
ولم تجرؤّ واحدة من هذه المؤسسات أن تسأل:» مَن دمّر نصف العاصمة اللبنانية ومن حوّل مسار السفينة من مدغشقر الى بيروت ومّن سمح بإفراغ حمولتها»؟!.
والمواطن اللبناني يسأل:» من قتل المصوّر جو بجاني في 21 كانون الاول 2020 عشية هجرته الى كندا ولماذا؟!.
ومن فتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي في قرطبا ولماذا؟.
ولماذا ذهب وفيق صفا الى العدلية مهدداً باقتلاع المحقق العدلي طارق البيطار، ولماذا أعلن نهاد المشنوق استعداده للمثول أمام التحقيق وفي اليوم التالي عدل عن ذلك ، ولماذا منع الوزير محمد فهمي مدير الأمن العام من المثول أمام التحقيق، ولماذا أوقفوا التحقيق عن مدير أمن الدولة طوني صليبا، ولماذا رفض رئيس مجلس النواب رفع الحصانة عن الوزيرين زعيتر وحسن خليل.. ولماذا مرّ ثلاثة وزراء أشغال في عهد النيترات ، وكلهم كانوا مثل «شاهد ما شفش حاجة»؟!.
ومن ضغَطَ على رئيس تجمّع أهالي شهداء انفجار المرفأ ابراهيم حطيط وسحبه من الخطوط الأولى وجعله يغيّر افاداته ويتهم البيطار بتحوير التحقيق ويرفض تدخّل أومشاركة أي تحقيق دولي؟!.
ربما نكتشف غداً أن وليم نون قتل شقيقه جون وان ماريا فارس قتلت شقيقتها سحر .. حتى تستقيم العدالة؟!.