سميرة عباس التميمي

مالك أقحمتَ نفسك
في ليلي, يوم أمس ؟
الحر شديد
والحنان أفتقده
ولكن ليس أنتَ
نظراتك تحويني
ووجهك قريبٌ من وجهي
والوقت متأخر
وأنتَ لا تدعني
أن أنسجم مع احلامي
وأن يتدحرج القمر على جسدي
الوقت متأخر
وقدومك متأخر
فهل كان الخوف قد عقد لسانك
أم قناعاتك قد تغيرت
رُتبك العسكرية لم تغريني يوماً
ولا النجوم التي عليها
ورجولة لم ألمس منها
غير صوتٍ هادر
ووقع أقدام ثقيلة !
الوقت متأخر
وانا إتخذتُ قراري
أن اسرح في أحلامي
كالطير إعتدتُ أن أجمع قوتي
وابني عشي
وارى بعينيّ ما لاتراه
إعتدتُ أن أتبع صوتي وحريتي وسرب معشري
في السماء
بلا حدود ..أطير واطير
وكسفينة تهوى بحرها
تغطسُ في أعماق المحيط
أعيش مع الحب والفضاء
والسماء الزرقاء
أقحمتني في متاهات
لاحصر لها
تخافُ أن تشتري لي وردة إلا بأوامر
وأخفقت في أن نتسلق سُلم المجد
أنا وإياك
فما لك قد أقحمت نفسك
في ليلي يوم أمس !؟
أجيد الحب, والرسم والشعر والركض
ومشاعري نابضة
في ليلٍ عابق الرائحة
مفعم بالموسيقى
وصوتاً ينتظر الصدى
القمر يُحدثني
لأني
أجيد الحياة
رغم وحدتي
تخشى ان ترفع الغشاوة بيني
وبينك
وان تأخذ الملف الوردي
من يدي, العابق الكلمات ؟
عالم المدافع والدخان والبنادق
لايُناسبني
روحي مرهفة ومشاعري مجروحة
وأنت تنصاع لأوامر غير عادلة
فالوقت متأخر
ومجيئك متأخر
وهذه الأغنية
اسمعها لوحدي
لأنك خشيت أن تشاطرني اللحظة
وطقوس الفرح تجاهلتها
فهل من يخشى الحب, يبني وطناً وحياة ؟
منفضة السكائر
مملوءة برمادها
ومناظرك الشمسية
تُزين بدلتك العسكرية
وأنا
لاشيء يُغريني
غير روح صادقة
وكلمة أحبك
فدعني أسبح
في ملكوت الحرية
مع سربي
لأن الوقت متأخر
ومجيئك جاء متأخراً