أنطوان القزي

رفعوا شعار «أهلا بهالطلّة» وتحدّثوا عن حجوزات مقفلة في الفنادق حتى منتصف أيلول، وأن مطار بيروت

يستقبل يومياً 19 ألف سائح، وتحدثوا عن أرقام قياسية لأسعار بطاقات حفلات الفنانين.
وتحدثوا عن اتساع ظاهرة بيوت الضيافة على امتداد الأراضي اللبنانية وعن عودة ليالي الزمن الجميل الى أدراج بعلبك.
وفي يومياتهم المؤلمة لا خدمات في المطار تليق بهذا العدد من السياح وانذار من الدولة بانقطاع كامل للكهرباء في كل لبنان، وسرقة الطحين وتهريب 40 بالمئة منه الى سوريا وفقر مدقع وأناس يقطعون ما تبقى من أشجار لبنان لبيعها وشراء خبز لأطفالهم بثمنها.

ولعل أسوأ مشهد يطال كرامة الوطن في الصميم ولا يجرح شعور الحكام التماسح هو ما حصل يوم الأحد:

فقد تسلّق أحد المواطنين اللبنانيين السياج الحدودي عند حدود بلدة العديسة مع مستعمرة “مسكاف عام” ودخل إلى دشمة الحراسة الإسرائيلية الخالية من الجنود، من دون أن يشعر به أحد. وبعد مرور حوالى نصف ساعة، حضرت قوة معادية مؤلّفة من 6 دبابات إسرائيلية وطوّقت المكان وتمّ اعتقاله.

وما تردّدت المصادر الرسمية اللبنانية في ذكره هو أن أنسباء للرجل قالوا أن سبب توجهه الى إسرائيل هو هروبه من الحال المعيشية المزرية في لبنان وفضّل الاتجاه الى اسرائيل على الجوع في بلده.

وهذه ليست الحادثة الأولى على الحدود، فمنذ أسبوعين حاول مواطن آخر تسلّق الشريط الشائك لذات الأسباب.

فإلى متى ستبقى السلطات الرسمية اللبنانية تخفي اسباب هروب اللبنانيين عبر البحر أو إلى إسرائيل؟
في بلد لا يوجد فيه حبر وأوراق لإصدار جوازات سفر،وفي بلد تتسع فيه مافيا الرغيف. كيف يُلام الناس اذا حاولوا الهروب عبر مراكب غير شرعية أو الإستغاثة بالعدو؟!.