كلّما حلّ يوم أستراليا من كلّ عام تعود الى ذاكرتي قصص الروّاد اللبنانيين والعرب الأوائل في هذه البلاد.لأن أن أبناء جلدتي كانوا وما زالوا في قلب الحدث الأسترالي عمرانياّ واجتماعياً وثقافياً وسياسياً.
أتذكّر يوم قطعت اللبنانية شلبية اسطفان عبدالله سمعان التي هاجرت الى أستراليا سنة 1890 أكثر من 420 ميلاً سيراً على الأقدام من سدني الى كوبار حاملة الكشّة يوم كانت ترسم خريطة أمبراطوريتنا الجديدة.
أتذكر أدي سكاف الذي أحرز أول ميدالية اولمبية لأسترالي لبناني في اولمبياد لوس انجلس سنة 1932ز واتذكّر جولي كيروز أول امرأة لبنانية أنتجت فيلماً في أستراليا سنة 1928 قبل ظهور الصوت والأوان في السينما.
أتذكر رشيد ويوسف عريضة يوم أسّسا أول معمل في كوينزلاند للملبوسات سنة 1882. وعندما تعاقد آل فخري في بروكن هيل سنة 1888 مع شركة كولز لتزويدها بالألبسة.
كما أتذكّر يوسف زين الدين سليمان نجّار الذي وصل الى ادليد سنة 1890 وأسس مع شقيقه يوسف أول متجر فيها وعندما اشترى كل من مجيد وسليم ومحمد رشيد أول فندق في منطقة بيري في أدليد.
وأتذكّر الجندي الأسترالي اللبناني جوزيف صليبا
( 23 عاماً) الذي استشهد في 25-4-1916 على جبهة فيليه بروتونو في فرنسا تحت العلم الأسترالي في الحرب العالمية الأولى.
وأتذكر أول شجرة أرز زرعتها الدولة الأسترالية في ال»بوتانيك غاردن» في سدني تكريماً للبنانيين.

وأتذكر نحو 700 شاب لبناني التحقوا بالجيش الأسترالي في الحربين العالميتن، منهم من سقط في غاليبولي ومنه من أسره اليابانيون ومنها من أستشخد على كل الجبهات في اوروبا وافريقيا ةاسيا وجزر الباسيفيك.

واتذكر أن عائلات نصر وعبود ومعلوف وأبو خير ومالك ويارد كانت السبّاقة في تأسيس المراكز و المؤسسات التجارية في أرياف نيوساوث ويلز وأن عائلات سكاف وغزال كانت الرائدة في تزويد محلات ماير ودايفيد جونز بمنتوجاتها من الملبوسات.
ولا يسعنا إلا أن نذكر أن اللبنانيين هو رواد قطاع البناء في نيوساوث ويلز.
والتحية الى روح مسعود النشبي الفخري الذي افتتح الهجرة اللبنانية والعربية الى هذه البلاد سنة 1854 ولم يمكث فيها أكثر من تسعة أشهر.