الشهامة الأردنية.. إتعظوا !!
أنطوان القزي
على سيرة استدعاء القضاء الليناني لعدد من الضباط الكيار بتهمة الإثراء غير المشروع قرأت أمس الأول عن ضابط أردني شاب استشهد وهو يشتبك خلال عملية تهريب مخدرات مسلحة، واكتشفت عائلته أن حجم المال الذي يملكه العسكري الشهيد تبلغ عدا ونقدا وفي جيبه 285 قرشا أردنيا أي ما يعادل أربعة دولارات على الأكثر.
لكن الأهم هو ان العملية التي قادها الشهيد الشاب الملازم حازم الشديفات انتهت بإخضاع مهربي المخدرات وضبط كمية من المخدرات الممنوعة يفوق سعرها ملايين الدولارات .
التقط جميع الأردنيين وبتعاطف شديد واحترام أشد هذه المفارقة المالية والرقمية وكشفت عائلة الشهيد عن تفاصيل القروش المحدودة في جيبه، عند مراسم دفنه وعبرت عشيرة الشهيد ومن خلفها آلاف الأردنيين عن تلك المفارقة وعن الفخر بوجود شبان مقاتلين في معادلة الاشتباك الامامية لحماية المملكة، وهو ما لا يقوم به عمليا المئات من السياسيين وحتى الاعلاميين الذين يخضعون للتسمين بين حين وآخر .
وعندما يتعلق الامر بحكايات تخص عسكريين أردنيين لفت الملك عبد الله الثاني شخصيا صباح الاثنين، الانظار وهو يفاجئ طبيبا عسكريا باتصال هاتفي معه داخل غرف العمليات في احد اكبر مشافي القوات المسلحة .
الطبيب العقيد صلاح الدين الطرابشة كان قد فاز للتو بجائزة على مستوى الجامعة العربية، لها علاقة بجراحة القلب المتقدمة.
لم يحتفل الطبيب واستمر في القيام بواجبه وداخل غرفة العمليات، تلقى بعد ان اقترب من إجراء جراحة اتصالا من الملك لتهنئته ولدعم معنوياته والفريق الطبي وعددهم نحو 12 كادرا أثناء إجراء الجراحة .
مفاجأة المشهد لم تقتصر على الاتصال الملكي فقط خاطب الملك الطبيب سائلا: ?.. كيفك يا ابو علي ؟..شو اخبار البنات والعائلة ؟?
بمعنى خاطب الملك الطبيب بكنيته الاجتماعية واستفسر عن عائلته، قبل ان يشكره لقيامه بالواجب ويبلغه بأنه يتابع عن بعد مسيرته المهنية .
كان الطبيب الطرابشة زاهدا تماما في الحديث عن الجائزة العربية التي حصل عليها .
لكن اتصال الملك سجل مفاجأة سارة له واجاب على استفسارات الملك بكل بساطة وتواضع، شاكرا له الاتصال قبل ان تلتقط وسائل الاعلام المشهد الذي تتحدث عنه”.
هذا الخبر الأردني “الطازج” والذي لا يحتاج الى تعليق، يبقى برسم السابحين في “مجارير” الكلام اللبنانية.
رحم الله الملازم الشهيد حازم الشديفات.