إبريق الزيت الصيني!

أنطوان القزي

على الأستراليين أن يتعوّدوا على الإفتراءات والمزاعم الصينية، فهي أطول من أي فيلم أميركي طويل. إذ كيف للحمَل أن يأمن شرّ الذئب المتربّص به؟!.

البلد الوحيد الذي ما زال يتحكّم به شيوعيو القمع والبطش والسحل ابتداء من منتصف القرن الماضي وحتى اليوم ، لا يمكن أن يكون طوباوياً في محاولته استغلال خبر مقتل 39 مدنياً أفغانياً على يد القوات الخاصة في الجيش الأسترالي!.

والنظام الذي أفلت دباباتِه لتسحل الطلاب في ميدان تيان آن مين في 4 يونيو حزيران سنة 1989، والذي أخفى في ذلك اليوم ما حصل من مجازر في مئات المدن الصينية، هذا النظام  سقفه مكشوف وهو يفبرك قصّة صورة مركّبة ليشهّر بسجل أستراليا في مجال حقوق الإنسان!.

والدولة التي تقوم ب”عمليّات الاعتقال الجماعي التعسّفيّة” في إقليم شينجيانغ، حيث تقول مجموعات حقوق الإنسان إنه تم توقيف أكثر من مليون شخص من المسلمين الإيغور وغيرهم من أفراد الأقلّيات المسلمة داخل معسكراتٍ زاعمة أنها تسوقهم إلى معسكرات “للتدريب المهني”. والدولة التي اعتقلت  300 صحافي سنة 2015 بتهمة فضح ممارساتها اللاإنسانية .والتي تجبر المواطنين على قراءة  جريدة الحائط في ساحات المدن. هذه الدولة لا يمكنها أن ترى القشّة في عين غيرها!.

والنظام الذي أصدرت بحقّه الأمم المتحدة عشرات البيانات خلال السنوات الخمسين الأخيرة تحذّره من التمادي في خرق حقوق الإنسان لا يمكنه تعيير باقي الدول في تعاملها مع رعاياها.

وآخرها حين وجهت 21 دولة غربية بالإضافة إلى اليابان رسالة إلى أكبر مسؤولين في الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان للتنديد بالاعتقالات التعسفية في الصين بحقّ إثنية الأويغور وأقليات أخرى في إقليم شينغ يانغ.

ولا ننسى أن الصين أيضاً تضطهد المسيحيين والبوذيين أتباع الدالي لاما وجماعة فالون جونغ الدينية .

هل يحق للصين إذن أن تستخدم نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي بشكل متزايد لدرء الجهود العالمية لمحاسبتها على قمعها. وهل يحق لها أن تحوّل دول الباسيفيك وخاصة أستراليا الى هونغ كونغ جديدة تهوّل عليها بالعصى مرّة وتغريها بالجزرة مرّة أخرى!؟.

طبعاُ اغتاظت الصين من الإتفاق العسكري والإقتصادي بين أستراليا واليابان، كذلك اغتاظت من ارتفاغ أسهم أستراليا قي المنظمات الدولية.

ولعلّ ما أغاظ الصين أكثرهو الأسواق التي بدأت تفتحها أستراليا تعويضاً عن خسائرها الصينية، خاصة على مستوى إقبال الطلاب العالميين على الإلتحاق بالجامعات الأسترالية تزامناً مع الحديث عن زيادة الإستثمارات الخليجية  في أستراليا.. و”الحبل عالجرار”؟!.