بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
من يقاصص مَن في لبنان؟.
هل هي الدولة تقاصص المواطنين أم أن العكس هو الصحيح؟.
المتقاعدون في الشارع، في تحرّك منظم: غرفة عمليات، مسؤول إعلام ولجان لوجستية مع خرائط لتواجدهم وانتشارهم أمام الوزارات والمؤسسات.. لعلّه أكثر التحّركات تأثيراً على الدولة لأن جيش المتقاعدين هو ضعف الجيش الموجود في الخدمة الفعلية.
والسؤال: ما هو تفسير حراك المتقاعدين وفِي ذات الوقت كان وزير الدفاع يطل على الشاشات من جولة له في عرسال ليقول ان رئيس الجمهورية هو المتقاعد الأول ولا يرضى ان يمس احد رواتب العسكريين المتقاعدين، وانا كوزير للدفاع لا ارضى الاقتطاع من راتب العسكريين.
وفِي ذات الوقت ايضاً كان وزير المالية علي حسن خليل يطل على شاشة
ال «ام تي ڤي» ليقول ان لا احد سيمسّ رواتب العسكريين!!
فلماذا العسكريون إذن في الشارع؟!.
الواضح ان هناك حرب تشويش ينخرط فيها أناس من داخل الحكومة وإلاّ من أين تأتي التسريبات؟ وما يؤكد ذلك قول وزير المالية ان الامور ستمرّ شرط صفاء النيات داخل مجلس الوزراء…
ثم هل يقاصص المواطنون الدولة وهم يعلمون ان الفساد ليس إبن ساعته، بل هو نتيجة تراكمات تجمعت في عهود كثيرة وما يحصل اليوم هو من باب: السابقون يأكلون الحصرم واللاحقون يضرسون!.
وبين هذه وتلك هناك حقيقة لا يمكن لأحد ان ينكرها هي ان اللبنانيين قاصصوا انفسهم في ايار الماضي حين أعادوا استساخ نوابهم ، وها هم اليوم في الشارع يعترضون على أدائهم؟!…