تواصل السجال حول لبنانية مزارع شبعا المحتلة بعد إعلان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الأسبوع الماضي أنها ليست لبنانية وأن تزويرا في الخرائط حصل من قبل ضباط لبنانيين وسوريين في شأنها، وقوله أن تثبيت لبنانيتها عن طريق المسؤلين السوريين لم يحصل.

وأدى موقف جنبلاط إلى إعادة إطلاق النقاش الداخلي حول المزارع بعد أن كانت حصلت تسوية حول السعي إلى تثبيت لبنانيتها عبر تحديد الحدود مع سورية. وذكّرت مصادر نيابية ووزارية أن هذه التسوية نُسجت في «هيئة الحوار الوطني» التي رعاها رئيس البرلمان نبيه بري عام 2006 ، حين قبلت قوى 14 آذار ببذل حلفاء سورية وفي طليعتهم الأمين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي كان عضوا فيها، جهودهم مع دمشق من أجل تثبيت ملكية لبنان لهذه المزارع، مقابل قبول قوى 8 آذار بتشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبإقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية، والعمل على سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وإنهاء وجود معسكرات فلسطينية في البقاعين الغربي والشرقي…

ورأت المصادر أن جنبلاط أعاد النقاش إلى المربع الأول في ما يخص لبنانية المزارع، التي يبرر بها «حزب الله» استمراره في الاحتفاظ بالسلاح طالما هناك أرض لبنانية محتلة، لتحريرها من إسرائيل، وفتح الدفاتر القديمة خصوصا أن «حزب الله» لم يتمكن من انتزاع اعتراف رسمي وفقا للقوانين الدولية من دمشق بلبنانية المزارع وتهرب من تحديد الحدود أكثر من مرة. كم أن الحزب لم يحقق وعده بالسعي لدى التنظيمات الفلسطينية المسلحة، الحليفة له وللقيادة السورية، من أجل إزالة معسكراتها في عدد من المناطق اللبنانية. واعتبر مراقبون أن السجال حول المزارع أعاد في الوقت نفسه طرح مسألة سلاح الحزب، على رغم أن المرحلة السابقة شهدت تراجعا لإثارتها باعتبارها جزءا من استراتيجيا الدفاع، من جهة، ومن تسوية إقليمية، من جهة أخرى. ولم يستبعد هؤلاء المراقبون أن تكون التغطية التي يمنحها «حزب الله» لمعارضي جنبلاط في الجبل والمناطق الدرزية، والحماية التي يؤمنها لهؤلاء، وراء موقفه هذا…

وكان ربطُ وزير الدفاع الياس بو صعب صعوبة مناقشة الاستراتيجيا الدفاعية باستمرار «المخاطر الإسرائيلية» على لبنان، أثار تساؤلات ديبلوماسيين غربيين في بيروت، كما قالت أوساطهم ل»الحياة»، ما اضطره إلى تصحيح الموقف بالقول أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيدعو إلى حوار حول هذه الاستراتيجيا قريبا، لأنه سبق لعون أن وعد بذلك أكثر من مرة.

وقال وزير الخارجية جبران باسيل في حديث لمحطة «العربية» إن مزارع شبعا بالنسبة لنا أرض لبنانية، حقوقها لبنانية، وسنعمل كل ما يلزم لاستعادتها. أولا بوجه إسرائيل، لأن هذه الأخيرة تحتلها ، وثانيا عندما يشار بالكلام إلى أنها سورية، نعتقد أنها من ضمن العلاقات المميزة بين لبنان وسورية. لبنان يجب أن يستعيدها، لأن هذا الحق لبناني وسنطالب به».

استراتيجيا الدفاع

وفي موضوع متصل بمسألة مزارع شبعا التي يعتبر «حزب الله» أنها تبرر احتفاظه بسلاحه من أجل تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، قال الرئيس السابق ميشال سليمان: «مع اثنين الباعوث أطرب لسماع نغمة الاستراتيجيا الدفاعية تنبعث من جديد، عسى أن تكون خطة طريق سريعة لحصر امتلاك السلاح بيد الجيش بعد أن تأخر إقرارها عام 2012».

وكان الرئيس سليمان غرد قائلا: «« وفقاً للطقسين الغربي والشرقي المسيح قام حقا قام. أما وفقاً للطقس المحلّي فلبنان ما يزال معلقا بين الدولة والدويلة، بين مصالح الداخل والخارج وبين الاتفاق النووي الايراني والجولان وصفقة القرن ومزارع شبعا… يا رب ارحم»!