كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

ريا الحسن بعد رولا الطبش، تتعرّض لهجوم وانتقاد واستنكار، وإن اختلفت الأسباب، فإن هذا الهجوم يفرمل حالة التفاؤل التي يحاول اللبنانيون بثّها في روح مجتمعهم.

جريمة الوزيرة ريا الحسن انها طرحت موضوع مناقشة قضية الزواج المدني، فانهالت عليها التعليقات من ابناء جلدتها علماً ان رجال الدين المسيحيين هم ايضاً ضد هذا الزواج وان الكنيسة تحظّره.

ريا الحسن ليست مخطئة، هي التي خبرت المجتمع وطبيعة النهوض به، ووجدت ان خلاص لبنان هو في جزء منه ولوج بوابة الزواج المدني لكسر هذا «التابو» الطائفي المقيت الذي يعيشه لبنان بكل طوائفه ومذاهبه.

امّا الذين هاجموا ريا الحسن واعتبروا انها خرجت عن الدين، فقد ظلموا موقفها لأنها  امرأة مؤمنة وتفصل بين ايمانها وبين ما تراه صالحاً لوطنها، وهي تدرك وهم ايضاً يدركون، ان ثلاثة ارباع الزيجات المدنية في لبنان يتم اجراؤها في اسطنبول في تركيا في بلاد اردوغان ومعظم الذين ينتقدون ريا الحسن اليوم يعتبرون رجب طيّب اردوغان مثالاً للشخصية الاسلامية والقيادة النموذجية، فهل ما هو حلال في اسطنبول وانقرة يصبح حراماً في بيروت، مع تكرار ان ريا الحسن لم تتجاوز معتقداتها الدينية بقدر ما كانت تفتش  عن قبَس يخرج اللبنانيين من النفق او النفاق الطائفي.

حان الوقت للنظر الى ما يدور في هذا العالم : ألم نرَ البابا فرنسيس الاول يوقع مع شيخ الأزهر وثيقة الأخوّة الانسانية في ارض الاسلام في الجزيرة العربية؟

ثم ألم نرَ البابا عينه يستقبل الاسبوع الماضي السيدة رباب الصدر في الفاتيكان، ام اننا  لسنا جزءاً من هذا العالم؟!