بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

ممنوع على المصريين بعد اليوم ان يقولوا آخ، ممنوع ان ينزلوا الى الشارع ويتظاهروا، ممنوع ان يقولوا نريد اكثر من رغيف واحد كل يوم.. من الآن وحتى اربع سنوات نهاية ولاية السيسي الثانية.
هناك ثلاثة بالمئة من المصريين، قد يخطر على بالهم ان يعترضوا، ان ينزلوا الى ساحة اكتوبر ،ان يحتجوا على التضييق الاعلامي .. اما الـ 97 بالمئة الآخرون فهم ايدوا السيسي وانزلوا اسمه في صندوقة الاقتراع الاسبوع الماضي، وهذه علامة الرضا والبحبوحة والأمن والأمان وهم ممنوعون من التظاهر.
هذا هو الوطن العربي، يملأ الساحات بالمليونيات احتجاجاً وبعد ايام يذهب الى صناديق الاقتراع ويقول نعم للحاكم.
انا لا «اشمت» بالأخوة المصريين – معاذ الله – فلدينا في لبنان صورة طبق الأصل عمّا يحصل في بلاد النيل، فقد سجلت بيروت في الأشهر الأخيرة رقماً قياسياً في التظاهرات: المتقاعدون، المستأجرون، اصحاب الاملاك، اهالي المفقودين، اهالي الاسلاميين المسجونين، العسكريون المتقاعدون، مياومو الكهرباء، المحتجون على زيادة الاقساط، الاساتذة، المحتجون على انقطاع الكهرباء، حراس الاحراج، وغيرهم كثيرون يضيق المكان في ذكرهم الآن.. وبعد اقل من شهر سيتوجه هؤلاء جميعاً الى صناديق الاقتراع وسيعيدون الوجوه التي يحتجون على ادائها اليوم، فبين بيروت والقاهرة عهد من الخبز والملح تجمعه التظاهرات ولا يفرّقه إلا الموت جوعاً.