أنطوان القزي
عندما زار رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي منطقة اليس سبرينغ في كانون الثاني يناير 2023 على أثر تنامي معدلات الجريمة فيها بشكل غير مسبوق، وعد برصد 250 مليون دولار للتحسينات الاجتماعية في المقاطعة الشمالية.
وأعلن البانيزي يومها الحظر الشامل على الكحول في مجمتعات السكان الأصليين، وتمّ تخفيض ساعات العمل في متاجر الزجاجات، كما تم تخصيص أكثر من 186 مليون دولار لمجموعة من المشاريع والمنظمات، بما في ذلك البنية التحتية وخدمات الشباب.
لكن مع انخفاض الإعتداءات المرتبطة بالكحول، ازدادت عمليات اقتحام المنازل والاعتداءات الجنسية والعنف المنزلي.
ويقول سماسرة العقارات أن حركة الشراء والبيع تغيّرت: ففي الماضي كان الناس يشترون منزلاً ويقيمون في اليس سرينغ، أما اليوم فيغادرون ويشترون في مكان آخر «لأنهم لا يريدون أن ينشأ أطفالهم هنا… ولا يريدون أن يعتقد أطفالهم أن السلوك الذي يحدث هنا أمر طبيعي».
وهذ الاسبوع طالب قادة المجتمع باتخاذ إجراءات عاجلة بعد تجريد فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا من ملابسها وضربها من قبل مجموعة من الشباب في شوارع أليس سبرينغز.
وظهرت لقطات تظهر فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا تتعرض للهجوم من قبل ما يصل إلى عشر شابات أخريات.
يبدو أن المشاكل الأمنية تتسع في المناطق النائية ولا تنحصر في منطقة معينة، فقد قرأت هذا الأسبوع عن مشاهد مماثلة لأليس سبرينغ في منطقة موري في أقصى شمال نيوساوث ويلز خاصة عن استشراء عنف المراهقين، علماً ان موري فيها 22 بالئة فقط من السكان الاصليين ما يعني ان الجريمة تطال كل شرائح المجتمع، ويشكو سكان موري من أن الحكومة مقصّرة في انشاء مؤسسات تقيم النشاطات المختلفة لصرف المراهقين عن أعمال العنف.
وتتعدد المشاهد المماثلة في تاونسفيل وتاوومبا وغيرهما في كوينزلاند ما يضاعف خطر إفراغ المدن والمناطق النائية من سكانها. علماً أن هناك عشرات القرى والمزارع فرغت أو تكاد من سكانها في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف، لتأتي الجريمة اليوم على السكان الباقين.
وعلى الحكومة الفيدرالية أن تعي ان سبب الجريمة في الأرياف ليس سببه الكحول وحسب، بل الإهمال المتمادي لهذه المناطق. فأستراليا ليست لسكان المدن فقط بل لكل أبنائها.
الوضع يا مستر البانيزي لا تشفيه زيارة رفع عتب، بل قمة وطنية للجريمة تضع الإصبع على الجرح وإلّا ما الفرق بيننا وبين رواندا والنيجر ونيجيريا؟؟؟!.