أنطوان القزي
تتضح ملامح مشهد ما بعد الهدنة في غزة وهي تشي بقلق كبير من العودة الى الحرب بصورة أعنف.
فعندما نسمع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يقول:» إن الهدنة الحالية مع حركة «حماس» في قطاع غزة ما هي إلا «توقف قصير ومؤقت» ستستأنف إسرائيل بعده العمليات بكامل قوتها العسكرية.
وعندما يقول: «سيكون هناك توقف قصير ثم سنواصل العمليات بقوة عسكرية كاملة. لن نتوقف إلا حين نحقق أهدافنا: تدمير (حماس) وإعادة الرهائن من غزة لإسرائيل. هناك 240 رهينة وهو أمر لا يمكن أن نقبله ولا أن نتهاون معه»، بحسب «رويترز».
هدنة الأيام الأربعة تمنح أهل غزة فرصة لالتقاط الأنفاس ولملمة الجراح كما تمنحهم فرصة دفن موتاهم الذين ضاقت بهم المستشفيات والشوارع فاضطر ذووهم لمواراتهم الثرى في مقابر جماعية.
وتمنحهم أيضاً تدفقاً معقولاً للمساعدات، بما فيها الوقود، من خلال السماح بدخول 200 شاحنة تقريباً كل يوم، وهو معدل يقترب من نصف ما كان يدخل القطاع قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
لكن هذه الهدنة تنتهي بعد اليوم الرابع، والدول العربية مزهوّة بمشهد الشاحنات الداخلة الى القطاع، ولم تقرن ذلك بأي ضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وكأن منظر طوابير الشاحنات هو الغاية والحل.
العرب لم يقرأوا أن إسرائيل استدعت سفيري إسبانيا وبلجيكا رداً على تصريحات رئيسي البلدين بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأن نتنياهو دان تصريحات رئيسي وزراء البلدين لا بل وبّخهما.
لأنهما قالا خلال زيارة لمعبر رفح في مصر، إن وقف إطلاق النار الحالي في غزة «غير كافٍ وهناك حاجة لوقف دائم لإطلاق النار».
ولم يفقه العرب أن الطرف الإسرائيلي يهدف من خلال وقف إطلاق النار الى سحب ورقة الأسرى من يد المقاومة الفلسطينية، ومن ثم يعاود الى يوميات الحرب ثم التمادي في الاستيطان وتوسيعه في المناطق التي دمرها شمالاً، و توسيع المنطقة العازلة بينه وبين غزة،.
والمشكلة هي أن يسكر العرب بمشهد افتتاح معبر رفح ويعتبرونه منتهى طموحهم. ليكتشفوا غداً أنه بين الموت والموت كانت هدنة؟!.