لم يترك الفاسدون الذين تعاقبوا على السلطة في لبنان مرفقاً منتجاً واحداً كي تقصفه إسرائيل، لم يتركوا معمل كهرباء (شغّالاً) أو مستشفى صالحاً لاستقبال المرضى كي (يفشّ خلق) نتنياهو.
أفرغوا لبنان من أطبائه ورجال أعماله، وأفرغوا الصيدليات من الدواء، ولم يعد هناك حبّة زفت على الطرقات التي غطّاها العشب اليابس وتحوّلت الطرقات الى بحيرات.
أكلوا رياض سلامة ثمراً ورموه عوداً وراح يغنّي مع صباح يا كتر صحابي لمن كان كرمي دبس ويا قلة اصحابي لما صار كرمي يبس ولم يتفقوا مع صندوق النقد الذي عرض المساعدة بالمليارات لأنهم لم يتعهّدوا بعدم السرقة.
حتى الأنهار نشّفوها، وما بقي منها جارياُ لوّثوه، ولم يتركوا على الشاطئ موطئ قدم للناس الذين يعيشون على «قدّ الحال».
ولتكتمل التعاسة ، وبعدما رسّمنا الحدود البحرية في «كاريش» لم نعثر فيه على الغاز حتى الآن؟!.
فقد أنتجت الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان بقوة في عام 2019 كارثة غير معهودة وضفها البنك الدولي بأنها الأكثر سوءاً، في التاريخ الحديث، وبات لبنان اليوم حالة تُدرّس في العالم حول كيفية انهيار الأنظمة الاقتصادية والمالية لدى الدول.
نعم، بدأوا يدرّسون تلامذة العالم النموذج اللبناني في الإنهيار:» كيف تقاطعت العوامل التقنية للانهيار الاقتصادي بالعوامل السياسية والجيوسياسية»، وتعمل الأمم المتحدة اليوم على استشراف السيناريوهات لتوزيع النموذج اللبناني في الإنهيار على دول العالم تحت عنوان «الطريق إلى الانهيار»، ما تسبّب في غضب بنغلادش وزيمبابوي والنيجر لأننا سرقنا منها هذا الإمتياز في التعتير».
وعندما اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي يوم الأحد الماضي لتحديد الأهداف التي سيقصفها في لبنان في حال نشبت الحرب، خرج الجميع من الجلسة ووجوههم واجمة، لأنهم لم يجدوا مرفقاً واحداً يستحق القصف؟.
نعم الفاسدون لم يتركوا هدفاً لإسرائيل كي تقصفه..
صدّقوا أو لا تصدّقوا؟!.