أنطوان القزي

يحفل سجلّ التنمّر العنصري في الملاعب الأسترالية بتاريخ حافل إن في لعبة الرغبي أو كرة القدم أو كرة المضرب أوالغولف وسواها. حتى أنّ العدّاءة الأسترالية الأولمبية كاثي فريمان لم تنجُ هي أيضاً من التنمّر رغم أنها منحت أستراليا مجداً رياضياً ذهبياً.
مساء الخميس الماضي تعرّض نجم فريق جنوب سدني لاتريل ميتشل ( الصورة) للتنمّر العنصري من قبل أحد المشجعين أثناء مباراة فريق رابيتوز -جنوب سيدني مع بنريث بانثرز

وقال رئيس مجلس الرغبي في نيوساوث ويلز أندرو عبدو إن الدوري «يقف وراء لاعبيه» بعد طرد مشجع من مباراة بنريث ضد ساوث سيدني بعد أن أساء عنصريًا لنجم رابيتوز لاتريل ميتشل. وقع الحادث عندما غادر ميتشل الملعب في نصف الوقت مع لقطات تظهر ميتشل وعدد من لاعبي رابيتوز يستديرون وينظرون إلى المدرجات وهم يشقون طريقهم إلى غرف ملعب بنريث.
وأضاف عبدو:» إن أي شكل من أشكال العنصرية أو الذم لن يتم التسامح معه في رياضتنا، لن نقبل هذا السلوك من أحد.نحن نعمل مع الاستاد والنادي للحصول على كل الحقائق. ستحقق وحدة النزاهة بشكل كامل».
ويقول مدرب الفريق جايسن ديميتريو: «إن لاتريل هو نموذج حقيقي في لعبتنا ، نحن نحبه في نادينا ، إنه يمثل السكان الأصليين وهو يمثل الأشخاص الطيبين».
كان لاتريل ميتشل هدفًا للانتهاكات العنصرية من قبل وأبلغ الشرطة عن العديد من المتصيدون عبر الإنترنت بعد أن أرسلوا له رسائل مسيئة في عام 2021
يُذكر أن كابتن الرابيتوز الأسبق غريغ أنغليز ( 2014-2019) كان عرضة للتنمّر مع كل الفرق التي لعب معها وكان يصطدم أحياناً مع المدربين.
..والسؤال:إذا اصبحت الملاعب التي يلوذ اليها الناس عادة من كل ما «يوجع الرأس»، باتت مركزاً لهذا الوجع فأين يذهبون؟؟.. لماذا يحاولون القضاء على آخر ساحات راحة البال وعلى الملاعب التي يرمي فيها الإنسان همومه..
فالرياضة ليس فيها أبيض او اسود أو ملّون، فهل كان بيليه ومحمد علي كلاي واليوم الفرنسي امبابي ذوي بشرة بيشاء؟!.
هل تذكرون في مونديال موسكو سنة 2018 عندما قيل أن فرنسا فازت بكأس العالم بفريق إفريقي؟!.. ونسوا أن اللاعبين هم فرنسيون شئنا أم أبينا ، وهمأبطال وصانعو مجد لبلدانهم .. ونقطة على السطر؟!.
هل تذكرون في تسعينيات القرن الماضي، عندما حمل المشجعون اللبنانيون الدربكة والطبل لتشجيع فريق البولدوغز في ملغب بلمور؟.. لا يزال الإعلام الأسترالي حتى اليوم يستعيد هذه الحادثة من باب الشجب والإنتقاد!.. فكيف إذا كان الأمر تنمّراً عنصرياً؟!.
وهل التنمّر العنصري على لاتريل ميتشل وسواه أفضل من «دربكّة» مشجّعي البولدوغز؟!.