أنطوان القزي

بات «لبنان الممانع» ممتنعاً عن دفع ما يتوجب عليه للمنظمات الدولية، فقد ضمّت الأمم المتحدة الدولة اللبنانية إلى قائمة «الدول المتخلفة» عن السداد، وأوقفونا بالصف إلى جانب فنزويلا وجنوب السودان ودومينيكا وغينيا الاستوائية والغابون، حيث أعلن الأمين العام أنطونيو غوتيريس أنّ «لبنان فقد حقّه في التصويت في الجمعية العامة المكوّنة من 193 عضواً، لتأخّره عن سداد مستحقات لميزانية تشغيل الأمم المتحدة”.
ومَن قرأ بيان وزارة الخارجية تعليقاُ على الموضوع، تمنى لو لم تصدر الخارجية بيانها «الفضيحة» المليء بالتأتأة والإرتباك مثل:» إننا نراقب والوزير يقوم بالإتصالات لمعالجة الموضوع»!.
وقرأنا ما يلي: «تولت وزارة الخارجية والمغتربين الإعلان عن إجراء اتصالات عاجلة بين المعنيين أفضت إلى التأكيد على أن «سائر المراحل الخاصة لتسديد المبلغ المطلوب قد أنجزت، وعملية الدفع النهائية ستتم مباشرةً بما يحفظ حقوق لبنان في الأمم المتحدة».
طبعاً لم نفهم شيئاًـ بل قرأنا بياناً غبّ الطلب يوزعونه على الإعلام بانتظار لملمة الفضيحة.
على كل حال، ماذا تستفيد الأمم المتحدة من صوت لبنان إذا كان هذا الصوت لا يمثّل الدولة؟!.

فهل التدخّل في حروب داخلية في سوريا والعراق واليمن يمثّل صوت الدولة؟.
وهل تدخّل السيد نصرالله في شؤون مصر الداخلية يمثّل موت الدولة؟!.
فقد صدر عن القاهرة في عطلة الأسبوع رد حازم على الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله تعليقاً على كلامه الأخير حول الوضع الاقتصادي والمالي في مصر، فوضعت الخارحية المصرية على لسان المتحدث باسمها أحمد أبو زيد تصريح نصرالله في خانة «التصريحات العبثية» معتبرة أنها «ليست سوى محاولة لاستدعاء بطولات زائفة»، في إشارة إلى مخاطبة أمين عام «حزب الله» جمهوره بالقول: «راقبوا الوضع الاقتصادي (المتدهور) في مصر الدولة الأولى التي وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل (…) دول محور الممانعة تعاني لأنّها ترفض الخضوع للإملاءات الأميركية.. لكن ماذا عن الدول التي تسير في ركب واشنطن؟”.
إنه صوتنا يتدخّل في الشؤون المصرية الداخلية..
ولماذا «نزعل» على حرماننا من الصوت في الأمم المتحدة ما دام صوتنا ليس لنا ولا يمثل موقفنا الرسمي؟!.