الإعلاميّة ريم ديب
ملبورن – أستراليا
وصلتني منذ عدّة أيّام هديةً، كانت من أجمل الهدايا، وأثمنها بالنسبة لي.. ‘إنّها عبارة عن نسخةً إلكترونيةً لكتاب شعريّ جديد بعنوان « رذاذ صيفيّ « للأديب، والكاتب، والإعلاميّ، والصحفيّ الأستاذ أنطوان قزي رئيس تحريرجريدة التلغراف الأستراليّة في سدني..
ومن إخراج وتصميم الدكتور علي أبو سالم صاحب مؤسّسة الجذور.. مؤسّسة الجذور التي اعتدنا على ابداعاتها، ورقي تصاميمها، وروعة إخراجها للمواد.. فحين تقرأ القصيدة فإنّك ستستمع لموسيقى هادئة، ناعمة تشاركك رحلتك في عالم الشعر المرهف بالأحاسيس.
كم كنت متلهفّة للقاء الأستاذ أنطوان، وكم كنت أتحيّن الفرص لملاقاته، والجلوس معه، والتحدّث معه مطوّلاً.. للتعرّف عليه عن كثب، كلّها محاولات باءت بالفشل.. فعوّضت هذا الفشل بمتابعة إبداعاته، وقراءة منشوراته، ومقالاته، وتتبّع نشاطاته.
قرأت الكتاب الشعريّ، وقرأته، وقرأته.. وفي كلّ قراءة كنت أتوه فيها معه في عالم الجمال، والإبحار إلى شواطئ المشاعر والأحاسيس، وموانئ الحب والحنان.. إلى شعاب الحكم التي لاتنضب، والثقافات التي لاحدود لنهاياتها..
لكن هذا ليس بالغريب عن المبدع أنطوان.. حقاً أنّني لم ألتقيه، لكن ما سمعته عنه، وقرأته له، وشاهدته فيه يجعلني أعرفه معرفة تكشف لي الكثير عن نجاحاته.
“ رذاذ صيفيّ « بالنسبة لي عبارة عن مجموعة من القصائد الراقية، المتنوّعة الأفكار، المليئة بالمشاعر الوجدانيّة الفيّاضة.. قصائد تتميّز بلغة آية في الجمال، لغة تحاكي العقل، وتلامس الروح بشفافية، ليأتي بعدها الرذاذ الصيفيّ منثوراً علينا فيوقظنا من أحلام اليقظة، ليبلغنا أنّ ما نقرأه حقيقة لامجال للشكّ فيها.
انتهيت من قراءاتي للمجموعة الشعريّة، لكنني لم أنتهي من رحلتي التي سافرت فيها مع أشعار رذاذ صيفيّ ، قاطعة فيها المسافات البعيدة.. متنقلّة بين البحار والمحيطات، صاعدة إلى السماء الصافية، والفضاءات الفسيحة، لأعود بعدها إلى بساتين الجمال، وحدائق الأزهار المتنوّعة على الأرض.
نعم حدائق من أنواع وعناوين متعدّدة من القصائد الشعريّة التي تحدّث فيها عن تراثنا الماضي، وواقعنا الحضاريّ.. عن الحكم، والمواعظ في حياتنا.. عن التأمّل في المستقبل الآتي لاكتشافه.. عن الحياة الاجتماعيّة، والأمومة.. عن الحبّ، والغزل.. قصائد فيها الغذاء الكامل للروح والجسد.
إليك أرسم الشروق قبلتين
ألعق غبار عبورك الرضيّ
ألملم لهاث المسافات
أباريق حياة
من ضوع يديك النديّتين
يا امرأة تكسر الصّمت في جنوني
“ إلى أمي «.. ما أروعها من كلمات تدخل الوجدان دون استئذان
وفي قصيدته « يا شام « يتساءل قائلاً:
متى يا شام
تولم العجائز موائد القصص
ويفيء زوّار الليل
إلى سجون الرحمة؟
متى تتسع صدور الحكام
لأنفاس الأطفال
متى تعودين ملاذاً لجرح القوافي
ومنبتاً لأفواه النراجس؟
متى يفرح ريفك
في عناق المدينة
متى تتصالحين مع آمال أطفالك
ونهدات نسائك
وسواعد رجالك
متى يا شام..؟!
وهاهي « دمعة حمراء».. ترفل جرحاً يسقي الجفون
تغافل الدهشة لتنتحر
ليست كأحداق الصغار
ترصد العيد
ليست سراجاً
يسرق الأقباس
من عبّ النّيازك
في الختام لايسعني إلاّ أن أتوجّه بالشكر الجزيل لأستاذنا الصحفيّ والأديب والشاعر أنطوان قزي، الذي خصّني بهديّة ثمينة تماثل رقيه، ورفعته، وعبقريته.
مبارك نتاجك الجديد.. وبانتظار نتاجات شعريّة جديدة، وإبداعات مشرقة في المستقبل القريب
لك منّي كلّ التحية والاحترام والتقدير
ودمت منارة مضيئة للشعر والأدب والصحافة والإعلام