بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com
تتسارع السنون والأيام بشكل لا يصدق، ففي العشرون سنه الماضية أو ربما أقل كل الأمور تغيرت وعلى جميع الأصعدة وإن كنا شهدنا التطور الحضاري بدأ من الزراعة الي الثورة الصناعية ومن ثم الى الطفرة المعلوماتية والاتصالات وأخيرا الى التمرد وعدم القبول بكل شيء (من مبدأ لما؟ ولما لا!) كان موجودا بحلوه ومره.
هناك بعض الأبحاث والدراسات الحديثة حول سيكولوجية الانسان ومدى تقبله للتسارع الحضاري العاصف في هذه الأيام والأيام المقبلة وكيفيه التصرف حيال المتغيرات والتي تخالف ما تعود عليه، فبالرغم من متعه التغير في بعض الاكتشافات والاختراعات والتي أراحت الانسان من عناء الترحال والتنقل كالطائرات والسفن والسيارات الكهربائية والفضائية ومشابه أو الاتصالات والهواتف النقالة وغيرها من التقنيات الا أن هناك فئه ما زالت تحن وتتمنى البقاء في العصر السابق وأن لا يصاحب حياتها أي تغير يعكر ما تبقى من العمر ومؤكدا ان هذا التسارع المخيف مستمرا ولا محاله في توقفه فعجله التغير قد بدأت وقد تستمر الى مالا نهاية وحتى يرث الله الأرض وما عليها أو حتى قيام ( الساعة )!
التغيرات الحضارية المتسارعة مقدور على حلها (نوعا ما) لكبار السن أو الجيل القديم بحكم أن الاحفاد والأولاد سيقومون بتعليم أباءهم وأجدادهم على استخدام التقنيات الحديثة كالهواتف الذكية وتقنيات الحاسوب وغيرها من التطبيقات والتي أصبحت السمة الظاهرة في كل التعاملات التجارية والوظيفية وحتى الاجتماعية منها.
التحدي الكبير الذي صاحب هذا التغير الجارف هو بزوغ إفرازات من نوع أفقد الجيل القديم السيطرة على التحكم بالأمور وبالذات الاجتماعية التقليدية والأخلاقية والعادات والتقاليد منها مثل (صله الارحام ، تماسك الأسرة والعلاقات الأسرية الحميمة وتجمع الاهل والأولاد ومحبه بعضهم البعض , والتمسك بالقيم والأخلاق والمثل ( لكل الأديان ) واحترام كبار السن وذوي الحاجات الخاصة والاحتشام ومراعاه الجيران وغيرها من سماحه الأديان السماوية ، فشعر الرأس أسود اللون ( المعتاد ) ليس بالضرورة أن يكون كذلك فلما لا يكون أخضرا أو أزرقا ولباس المرأة الساتر ( المحتشم) ليس جميلا هذه الأيام ولابد من إظهار مفاتن الجسم لكل الناس ، المحارم وغير المحارم ، ولبس الاساور والحلقان لم يعد حكرا على النساء وكذلك عمليات التجميل للأثداء والارداف وممارسه الفاحشة والرذيلة في وضح النهار وفي الحدائق والأندية وعلى مرئا من المارة. هذا التمرد على (المألوف) لايزال غير مقبول لدى الكثير من الناس وبجميع فئاتهم وأديانهم وحتى أعمارهم وتمنى البعض منهم ألا يشهد ذلك.
فتن هذا العصر عاثت في الأرض فسادا، فالتقنيات المتجددة والمتسارعة والتي فرحنا بها وهللنا لقدومها أتت بالويل والثبور للامه (المحافظة) فالهواتف النقالة (بيد كل طفل وأمراه وعجوز) قد فرقت الأسرة وشتت شملها ونادرا ما تجد الجميع في جلسة واحده على الغذاء أو العشاء أو في تجمع عائلي يجمع الأولاد وأباءهم وأقربائهم.
في أخر الزمان هذا (وقد أتى)، عكس الأمور هي الحاصلة اليوم وسنشهد أياماً عصيبة سيكون الحليم فيها حيرانا! نسأل الله السلامة والأمان لكل هذه الامه، وأخير عجبت من قول أحدى ممثلات السينما الإباحية العربية (فنانة مشهوره – عربيه ).: … ليه هو أحنا بنعمل حاجه غلط علشان نتوب …
ولا تعليق ! والله المستعان.