استنكر مفتي أستراليا ابراهيم أبو محمد الجدل الذي أثير حول «جواز الترحم» على مراسة الجزيرة شيرين أبو عاقلة معتبرا أن هذا الجدل «يعكس حالة اللاوعي التي تسيطر علي العقل المسلم وسرعة وقوعه في فخ الإلهاء والانصراف عن بشاعة الجريمة».
أثار الجدل الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي حول «جواز الترحم» على شيرين أبو عاقلة ردود فعل غاضبة اعتبرت أنه يصرف النظر عن الجريمة وفاعليها.
ففيما أجمع معظم رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أن أبو عاقلة هي ضحية للاحتلال وأن اغتيالها كان جريمة متعمدة من قبل القوات الإسرائيلية لا سيما وأنها كانت ترتدي سترة الصحافة ما يظهِر هويتها بوضوح، أثير جدل في مكان آخر، حين ظهرت بعض الأصوات التي تتحدث عن عدم «جواز الترحّم» على أبو عاقلة أو تسميتها «شهيدة» لأنها «غير مسلمة».
بعض المعلقين رأوا أن مسألة الجدل الذي لا طائل منه ليست بجديدة، لكن إثارتها في حالة  «أبو عاقلة» بعد مقتلها مباشرة لا تبدو بريئة، وكان من الأجدى رفع الصوت لمحاسبة مرتكبي الجريمة.
وفي رد على هذا الجدل أصدر مفتي أستراليا ونيوزيلندا الشيخ الدكتور ابراهيم أبو محمد بيانا اعتبر فيه أن اسرائيل «ارتكبت جريمة وتخلصت من صحفية ظلت تطارد وتفضح جرائمه صوتا وصورة عبر أكثر من عقدين من الزمان».
وأضاف البيان: «وبصرف النظر عن صحة أو بطلان الترحم والاستغفار لمن مات على غير الإسلام ، وهل يجوز ذلك أو لا يجوز، إلا أن استدعاء الجدل المثار حول تلك القضية، وفي هذا الظرف بالذات يعكس حالة اللاوعي التي تسيطر علي العقل المسلم وسرعة وقوعه في فخ الإلهاء والانصراف عن بشاعة الجريمة وتفتيت الحشد النفسي والشعبي في إدانتها والمطالبة بعقاب المجرم إلى التلهي بفرعية تشتت الاهتمام بإثارة حالة من الجدل بين الضحايا الأحياء».
وفي حديث مع SBS Arabic24 تساءل الدكتور أبو محمد: «ماتت شيرين وهي تدافع عن الحق، فما دخلنا في مصيرها في الآخرة، لماذا نلفت أنظار العالم إلى مسألة ليست هي المسألة الأساسية، لماذا ندخل في هذه الدائرة الآن؟»
«هذا الجدل يعكس حالة اللاوعي، إنه فخ وقع فيه طرفا الجدل، وهو يفتت الجهود ويحول الحشد النفسي والشعبي، التساؤل ما إذا نتغفر لها أو لا، نصلي أو لا، شهيدة أو لا، هو نوع من العبث».
وأشار الدكتور أبو محمد إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤيد هذا الموقف وقال: «الاتحاد هو أعلى هيئة أكاديمية إسلامية وقد كتب هذا الكلام وقال لا يجوز أن ننجر إلى هذا الجدل».  عن أس بي أس