أثار اقتراب الأعمال القتالية في أوكرانيا من المحطات النووية هلع العالم. وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة لمناقشة الهجوم الروسي على محطة زابوريجيه النووية.
وأكّدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس – غرينفيلد أن القصف الروسي على موقع زابوريجيه الذي يضم أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، شكّل «تهديداً هائلاً لكلّ أوروبا والعالم».
من جهتها، أكّدت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد أن «القوات الروسية (هي التي) هاجمت» موقع زابوريجيه، فيما لفتت المسؤولة عن إدارة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة روزماري دي كارلو إلى أن «الهجمات على المواقع النووية تتعارض مع القانون الدولي لحقوق الإنسان».
في هذه الأثناء، ردت روسيا بقوة على اتهامات باستهداف المحطة النووية الأوكرانية، وأفادت بأن المنشأة «تحت سيطرة القوات الروسية، وهي تعمل بشكل طبيعي».
واتّهم الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف «القوميين الأوكرانيين» بمحاولة تنفيذ «عملية استفزازية»، أدت إلى اندلاع النيران في مبنى ملحق بالمحطة.
من جهته، أقر مجلس الدوما (النواب) في قراءة عاجلة وأخيرة، قانوناً يفرض عقوبات جنائية وغرامات على «مروجي المنشورات المزيفة التي تشوه سمعة الجيش الروسي أو تدعو إلى فرض عقوبات على روسيا».
وتشمل العقوبات التي فرضها القانون على من تثبت ضده تهمة «التضليل»، غرامة ضخمة، علاوة على أن «تعمد نشر الأخبار الكاذبة عن القوات المسلحة الروسية تصل عقوبته إلى أحكام بالسجن لمدة تتراوح من 5 إلى 15 سنة».
في سياق متصل، توقع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، تدهور الوضع في أوكرانيا بشكل كبير جراء الحرب. وقال عقب اجتماع لوزراء خارجية الناتو في بروكسل: «من المحتمل أن تكون الأيام المقبلة أسوأ، مع مزيد من القتلى، ومزيد من المعاناة، ومزيد من الدمار».
ميدانياً نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات الروسية تشن هجوماً واسع النطاق في أوكرانيا وإنها استولت على عدة بلدات وقرى.
وذكرت الوزارة أنه تم إسقاط أربع طائرات مقاتلة أوكرانية من طراز «سو – 27» في معركة جوية قرب زيتومير على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة كييف، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وقالت وكالة «تاس» للأنباء إن القوات الروسية دمرت 69 طائرة على الأرض و21 طائرة في الجو، منذ بدء حرب روسيا مع أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استأنفت «عملياتها» في أوكرانيا بعدما أعلنت عن وقف لإطلاق النار في وقت سابق من اليوم للسماح بإجلاء سكان مدينتين محاصرتين.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات مصوّرة «نظراً إلى غياب الرغبة من الجانب الأوكراني في التأثير على القوميين أو تمديد وقف إطلاق النار، استؤنفت العمليات (العسكرية) عند الساعة 18:00 بتوقيت موسكو (15:00 بتوقيت غرينتش)».
من جهته، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن «أي محاولة لفرض منطقة حظر جوي من أي بلد آخر فوق أوكرانيا، سنعتبرها مشاركة مباشرة في الأنشطة العسكرية».
وأكد أن روسيا لا تنوي فرض الأحكام العرفية.
وأوضح بوتين خلال اجتماع مع موظفي شركة الطيران الروسية (إيروفلوت) التي أعلنت تعليق رحلاتها الدولية اعتباراً من يوم غد الثلاثاء، «أي تحرك في هذا الاتجاه سنعتبره مشاركة في نزاع مسلح من قبل ذلك البلد» الذي سيستخدم أراضيه «لتشكيل تهديد لقواتنا العسكرية».
وأكد الرئيس الروسي من ناحية ثانية، أن بلاده «تسعى لنزع سلاح أوكرانيا والتخلص من النزعة النازية بها»، مشيراً إلى أن روسيا «واجهت تهديداً حقيقياً ولم نستطع تجاهل تصريحات تتحدث عن تحول أوكرانيا لقوة نووية».
وقال إن «النازيين الجدد»، في إشارة إلى القوات الأوكرانية، يمنعون المدنيين من مغادرة المدن، مؤكداً أن «هناك جهات تستخدم الطلاب الأجانب رهائن».
في سياق متصل، صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف بان بوتين عقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في الكرملين، مضيفاً أنهما ناقشا الوضع في أوكرانيا.
وكانت وسائل إعلام عبرية أفادت بأن رئيس الوزراء زار موسكو بشكل سري، أمس، لبحث الأزمة الروسية – الأوكرانية.
من جانبها، ذكرت أنقرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أبلغ بوتين، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مستعد لعقد لقاء معه.