طوني القزي

كايل سانديلاندز يضرب مجدّداً على وتر مرضه العنصري ويصف بيروتيت ب»القمامة».

يبدو أنه كلما ضاقت الحال بالمذيع كايل سانديلاندز على إذاعة «كاي آي آي أس أف أم»

يفشّ خلقه بالأديان استرضاء للمصابين بالعقد النفسية مثله من المعلنين كي يعودوا الى رفد إذاعته بالمال «المشعوط».

نحن نعيش في أستراليا العلمانية القائمة على احترام الآخر فياساً لعطائه وخدمته لهذه البلاد وليس قياساً على إيمانه وعقيدته الدينية أو إلحاده.

كايل سانديلاندز الذي لديه «كوتا» معيّنة من المستمعين ، عندما يشعر أن بريقه وبريق إذاعته قد خفتا يلجأ الى تقاسيمه العنصرية البادية على ملامح وجهه « من سيمائهم تعرفونهم».

في 18 أيلول سبتمبر 2019 وجّه سانيلاندز إهانات قاسية لا تليق بمحطة إعلامية للسيدة العذراء عبر برنامجه الصباحي مع زميلته جاكي أو.

وتعرّض كايل لحملة اعتراضات على كلامه ، لكنه رفض في الأيام الأولى الإعتذار، وأمام اشتداد الحملة عليه من رؤساء الاديان وبعد تظاهرة قام بها عشرات المسلمين والمسيحيين أمام مبنى الإذاعة في نورث رايد اضطر كايل الى الإعتذار حتى من أصدقائه الذين أزعجتهم عنصريته الدينية.

منذ أربعة  أيام رفض كايل استقبال رئيس الحكومة الجديد دومينيك بيروتيت على خلفية إيمانه الكاثوليكي.

معلوم أن بيروتيت صوّت ضد عدم تجريم الإجهاض في عام 2019 ويعارض زواج المثليين.

في عام 2017 قال «الزواج يتعلق بالحق الأساسي لكل طفل في أن يكبر مع والدته وأمه».

عندما سئل بيروتيت عما إذا كان يؤيد حق المرأة في الإجهاض والزواج من نفس الجنس ، قال إنه «لا ينوي تغيير القوانين في هذا المجال».

وقال: «نحن نعيش في مجتمع متنوع ومتسامح وإحدى قيمي الرائدة هي الحرية»

يجب أن يكون الناس قادرين على التمتع بحرية الرأي والأفكار».

فهل سمع سانديلاندز العبارتين الأخيرتين عن احترام حرية الآخر.

وهل تذكّر إدانة الجمعية الأسترالية للصحاقة التي اعتبرت كلامه سنة 2019 خارجاً عن المألوف وعن اللياقة الإعلامية؟.

ولو كان كايل يملك مرآة في منزله لما سخر من منظر دومينيك بيروتيت؟!.

ولو كان لديه شيء يخسره لما هاجم ويهاجم معتقدات الآخرين.

والإعلامي الذي ينعت مسؤولاً بالقمامة لمجرّد الخلاف في الأفكار بينهما، مكانه ليس خلف المذياع بل في مكان آخر…

يوجد في أستراليا أكثر من مئة معتقد ودين ومذهب وطائفة وملّة  وهناك أتباع من هذه العقائد تتسلّم مناصب مختلفة في كل الولايات الاسترالية، وعلى المجتمع أن يوقف أفكار سانديلاندز المريضة والمعادية للأديان حتى لا تمتد إهاناته في المستقبل لكل ذوي العقائد.

قالت رئيسة حكومة الولاية السابقة كريستينا كينيللي يوم  الأحدفي صحيفة ال»صنداي تلغراف» :إن نيو ساوث ويلز شهدت منذ سنة 1986 توالي عشرة رؤساء حكومات، خمسة منهم كاثوليك ولم يكن التعامل معهم على أساس دينهم أومعتقدهم بل على أساس خدمتهم للمجتمع، وما قاله سانديلاندز مستغرب وذو غايات لأنه يخلط بين القناعات الشحصية التي يحميها القانون وبين الخدمة العامة ومسؤولية المنصب ، وتساءلت: لماذا يستبق كايل الأمور؟! .

ما عرضناه سابقاً ليس دفاعاً عن دومينيك بيروتيت لأنه قادر على الدفاع عن نفسه، بل هو تحذير من تمادي سانديلاندز في غيّه واستحقاره للناس والسخرية حتى من شكلهم بمجرّد أنهم يخالفونه الرأي ،وحتى لا تستيقظ كل صباح على ضحية جديدة لسانديلاندز تؤكد لنا يوماً بعد يوم أن الطبيعي بات شواذاً وأن الشاذ بات طبيعياً، وحتى لا تلعن الزمن الذي عشنا فيه في عصر أمثال كايل سانديلاندز وأشباهه وهم يزفّون إلينا أفكارهم المشوّهة؟!!!.