أنطوان القزي

يعتبر مقتدى الصدر زعيم أكبر تيار شعبي شيعي في العراق، وقائد لأجنحة عسكرية تابعة لتياره متمثلة بكل من جيش المهدي ولواء اليوم الموعود وسرايا السلام.

مقتدى الصدر كان الفائز الأكبر في الإنتخابات النيابية العراقية التي جرت يوم الأحد الماضي.

مساء الإثنين، ظهر الصدر على الشاشات العراقية مشدّداً على حصر السلاح بيد الدولة ومنع استعماله خارج نطاقها و” لن نسمح للأحزاب أن تسيطر على مقدرات الشعب”.

ولفت الصدر إلى أن “هذا يوم يستقل فيه العراق ويأمن، إنه يوم انتصار الإصلاح على الفساد، ويوم انتصار الشعب على الاحتلال والميليشيات والفقر والاستعباد. إنه يوم العزيمة والثبات، يوم أزيحت فيه الطائفية والعرقية والحزبية، لتفتّح أبواب العراق والعراقيين”.

السيّد مقتدى الذي يزور أيران بصورة دورية، يدعو الى رفع هيمنتها عن بلاده ولا يقول أنه يتلقى أوامره من ولاية القفيه ولا يقول أن العراق هو جزء من إيران ، ولا يرفع سبّابته (إصبعه) ليقول لنا ما يقوله سيّد المقاومة في بيروت:

“طالما يوجد في إيران “فلوس” يعني نحن لدينا “فلوس”، هل تريدون شفافية أكثر من هذا، ومالنا المقرر لنا يصل إلينا، وليس عن طريق المصارف، وكما تصل إلينا صواريخنا التي نهدد بها إسرائيل يصل إلينا مالنا، ولا يستطيع أي قانون أن يمنع وصول هذا المال إلينا.

الآن يوجد أناس يريدون أن يعترضوا فليعترضوا، لا علاقة لأحد بهذا الموضوع، هذا البحر، ما شاء الله، البحر الابيض المتوسط، اشربوا منه”…

عندما شبّ حريق في مستشفى الخطيب في بغداد في 14 نيسان أبريل الماضي وأسفر عن مقتل 82 شخصاً وجرح أكثر من مئة، دعا الصدر الى الإقتصاص الفوري من المسؤولين ووقف الى جانب القضاء للوصول الى الحقيقة وبعد أن طار وزير الصحة آنذاك ، لم يخض الصدر حرباً ضروساً ضد القضاء في بلاده ولم يعترض على رفع الحصانات كما حصل بعد انفجار مرفأ بيروت، بل طلب من القضاة مواصلة التحقيق لمعاقبة المقصّرين، ولم يتوقف عند من يجب أن يحاكم هؤلاء وأي قاضٍ أو أي مدعٍ عام ولم يعترض على قاضي التحقيق ولم يتهمه بالتسييس ولم يرسل له وفيق صفا يهدّده ب “قبعه” من مكانه.

لا يقف مقتدى كل أسبوع أو اسبوعين على المنبر مقرّراً سياسة العراق بإصبعه ، راسماً حدود المسؤوليات، خطوط الطول والعرض والخطوط الحمر ومن يتجاوزها ، عليه أن يتذكّر 7 أيار.

في 30 تموز يوليو 2017، زار الصدر المملكة العربية السعودية والتقى ولي العهد محمد بن سلمان ، وصدر بيان مشترك يقول:”أسفرت الزيارة عن عدة نتائج منهابحث سبل تعزيز التعاون بين الدولتين، واستغلال الفرص في الاستثمار في العراق، إلى جانب مناقشة العلاقات الثنائية مع دول الجوار والتأكيد على استقرار المنطقة.

لا يخصّص مقتدى الصدر كوتا دائمة في خطاباته لمهاجمة السعودية، ولا يرسل عناصره لمساعدة الحوثيين وتدريبهم على السلاح مع أنه قادر على ذلك.

مقتدى الصدر لم يقل “عندما تخرج باخرة الماوزت من ايران تصبح أرضاً لبنانية”،  ولم يقل إذا تعرضت ايران لأي عدوان سيكون الرد من العراق، ولم يقل للثوار المطالبين باللقمة “اخرجوا من الشارع  لأننا إذا نزلنا لن تخرج منه”.

مقتدى الصدر قالها علناً منذ أيام ” إيران في إيران والعراق في العراق” وهو لم يلاحق الثوار بالعصي ليدجّن شعبه عن طريق المازوت والدواء الإيراني وصولاً الى معمل كهرباء على أرض الغولف في الضاحية – أوّل وآخر بقعة خضراء في بيروت”؟!.

هناك سيّد وهنا سيّد، هناك شعب وهنا شعب.. هناك الإنتخابات قررت فهل تقرّر في لبنان؟!.