أحيا اللبنانيون، أمس الأول، الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت باحتفاليات رمزية ومسيرات صامتة صباحاً، وتجدد الغضب الذي تحوّل إلى مواجهات عنيفة في المساء واقتحم متظاهرون مكاتب وزارات، واصطدموا مع القوى الأمنية في محيط مجلس النواب.
واندلعت مواجهات بين القوى الأمنية والمحتجين في محيط المجلس، في توتر أمني هو الأول منذ أشهر، واستخدمت القوى الأمنية القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، في حين استخدم المتظاهرون الحجارة، واقتحموا وزارة الاقتصاد، وحاولوا الدخول إلى مبنى البرلمان.
وسُجل غياب كامل للسياسيين عن المناسبة، واقتصرت المشاركات على عدد قليل من الأحزاب من بينها “القوات اللبنانية” والكتائب، وسار الآلاف إلى جانب ذوي الضحايا في مسيرة وصلت إلى تخوم المرفأ المدمر، حيث ألقى البطريرك الماروني بشارة الراعي عظة دعا فيها القضاء اللبناني لمعاقبة المذنبين عن الانفجار، وعدّ تهرّب المسؤولين من التحقيق تحت حجة الحصانة “معيباً”.
وفي باريس، عُقد مؤتمر لدعم الشعب اللبناني برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتم الاتفاق على توفير مساعدات بقيمة 370 مليون دولار تُدفع مباشرةً للمؤسسات المعنية بالمساعدات الغذائية والطبية للبنانيين. وكرر ماكرون انتقاداته الشديدة اللهجة للمسؤولين، واتهمهم بأنهم “يراهنون على اهتراء الوضع في بلدهم”.
وشارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في المؤتمر عبر الاتصال المرئي، وأكد في كلمته أن هيمنة “حزب الله” على الدولة اللبنانية هي السبب الرئيسي لمشكلات لبنان، وحث السياسيين اللبنانيين من جميع الأطراف على تأدية واجبهم الوطني لمواجهة هذا السلوك.