وزارة لبنانية

   بضمانات خارجية ومبادرة فرنسية 

   كامل المر

أخيرا اضطر الحريري ان ينهي لعبته السمجة بعد ان تيقن ان الحرد السعودي عليه ما زال قاماً ، وانه لن يتجرأ على الاقدام على تشكيل الحكومة طالما ان الحرد السعودي مستمر ، بل انه وربما وصل مرحلة الغضب . وقد يكون من الأفضل له ان يغيب عن الساحة السياسية حالياً لعلّ وعسى .

معضلة الحريري بتشكيل الوزارة اللبنانية طرحت مجدداً ، وبشدة ضرورة ان لا  يحمل المرشح لتأليف الوزارة جنسية أخرى غير الجنسية اللبنانية ، بل يفترض بكل من يتولى مسؤولية عامة ان لا يحمل جنسية أخرى الى جانب جنسيته اللبنانية ، لا سيما أولئك الذين يتولون مناصب وزارية او يترشحون لشغل المراكز النيابية حتى لا يضيعوا بين تذكرتين ” هويتين ، فيلتبس عليهم الامر لمصلحة من يعملون ولأي من التذكرتين يجب الولاء أولا ً .

وما ينطبق على الحريري ينطبق على الاخرين . فرئيس وزراء مكلف لتشكيل الوزارة ويستند الى ضمانات خارجية ومبادرة فرنسية يؤكد انتماءه للمنظومة السياسية التي دمرت البلاد وافقرت العباد ، من فرط ولائها للخارج ، ووضعتهم في مهب رياح لا تبقي ولا تذر ، ولن تتمكن الضمانات الخارجية تعويضه عمّا افتقد من ضمانات محلية بلدية مستندة الى تأييد الشعب .

ربما كنا بحاجة لمثل هذه الازمة علنا نتعظ !!

الفتنة ما تزال وراء الأبواب

نجا لبنان امس من فتنة خلدة ، التي  كان يراد لها ، كما بدا من سير الاحداث ،ان تشعل فتنة سنية شيعية يراد منها زج حزب الله في اتونها ، ومحاصرته وفقاً لمخطط أميركي سعودي ، ادواته عصابات قطاع طرق  مافيوية  دأبت على افتعال احداث على طريق الجنوب بين الجية وخلدة ، فتقوم بين فترة وأخرى بقطع الطريق والاعتداء على المواطنين في حركة استفزازية تهدف الى الاصطدام بحزب الله وفقاً لتعليمات مشغليها . ويتزامن كل ذلك مع محاولات محمومة لجوجة تروج لها قنوات تلفزة مفضوحة الأغراض لاستغلال الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت المأساوي من اجل اتهام سوريا وحزب الله بالتسبب بالكارثة دون أي سند او دليل او برهان ، وتنصب نفسها حكماً يدين من تروّج ضدهم الاتهامات مدعية انهم ضد رفع الحصانات ، علما ان جميع من ذكرهم المحقق العدلي ابدوا استعدادهم للإدلاء بشهاداتهم امام المحقق ، رفعت الحصانات ام لم ترفع .

وجاءت خطوة رئيس الجمهورية باستعداده للإدلاء بافادته لتسقط من يد المطالبين برفع الحصانة من رأس الهرم الى “كعبه” تفوت عليهم فرصة المتاجرة بالامر .

على ان ذلك لا يلغي المحاولات المحمومة لجعل انفجار المرفأ قميص عثمان أخرى ترفع بوجه حزب الله خدمة لمخطط أميركي سعودي فرنسي مشترك يهدف فيما يهدف لتضييق الخناق على الشعب اللبناني من اجل دفعه للوقوف بوجه حزب الله ، الذي يشكل الى جانب الجيش اللبناني الضمانة الأقوى بوجه الاطماع الإسرائيلية وعدوانية اسرائيل التي تمدها اميركا بأقذر واشد الأسلحة فتكاً .

ليس ذلك فحسب ، بل ان محاولات محمومة تجري هذه الأيام لتدويل التحقيق بانفجار المرفأ ، علما ان المخابرات الأميركية – الف بي أي وقد تكون الإسرائيلية معها  فبينهما وحدة حال – والفرنسية حطت في مرفأ بيروت عقب الانفجار “للمساعدة” بالتحقيقات ، فصحّ بهم المثل القائل كثرة الطباخين تحرق الطبخة ، فتاهت التحقيقات ولا تزال حتى الساعة . وبدلا من ان تساعد تلك المخابرات في كشف الحقيقة ساهمت في طمسها حتى الان ، وفي استغلال اوجاع الناس واحزانهم ودماء الضحايا لتلفيق اتهام مشبوه لسوريا ولحزب الله ، فشروط نجاح الحصار الاميركي على لبنان تعكير العلاقات مع سوريا ، وربما الدفع لقطع تلك العلاقات التي عملت على مدى العصور وفي اشد الازمات على مساعدة لبنان وتحصينه ضد الحصار والمجاعات ولا سيما في زمن الحروب .

   عسى ان يتنبه اللبنانيون الى تلك المحاولات المحمومة التي تحاول تحريض اللبنانيين على اخوتهم اللبنانيين وعلى جارتهم الوحيدة سوريا .

   وعسى ان تكون ذكرى دماء ضحايانا في المرفأ التي لا تفرقها مذاهب ولا طوائف ذكرى عطرة  تجمع اللبنانيين ولا تفرقهم ..