مواعيد الحريري
كامل المرّ
الحريري طلب موعدا من الرئيس عون الاربعاء ليقدم تشكيلة حكومته ثم أجله لتلبية موعد استجد !!
تنفّس اللبنانيون الصعداء ، اخيراً سيكون للبنان حكومة بعد تسعة اشهر من المخاض او ازود قليلاً . غير ان «فرحة» اللبنانيين انتكست قبل المساء ، اذ ان الرئيس المكلف سعد الحريري ليس في عجلة من امره ، أوليس في العجلة الندامة كما يقول المثل ، فقد جدّ على الرئيس المكلّف موعد طارئ ، وصدف ان يكون الموعد الطارئ في وقت موعد زيارته للقصر الجمهوري ، فطلب من رئيس الجمهورية تأجيل موعد لقائه به الى ، ربما اليوم التالي ، فالبلد ليس في عجلة من امره ، والذي انتظر مخاضاّ من تسعة اشهر وازود يمكنه الانتظار يوماً آخر . ، او ربما اكثر ، فالامر يتوقف على زحمة مواعيد الرئيس المكلف ، وما اكثرها ، او ربما تطلّب الامر مزيداً من الوقت للمفاضلة بين جدوى التاليف ومنافع الاعتذار . واذا انحشر الدق فالى مزيد من الانتظار والتسويف ، اوليست لعبة السياسة كلعب الاولاد يجوز فيها كل شيء ؟!
فيما مضى ، يوم كان لبنان معافى ، كان الرئيس المكلف يستعجل تشكيل الحكومة ، لان على الكتف حمّال ، كما يقول المثل . فقبل الحريرية كان المؤهلون للرئاسة الثالثة كتراً . لكن بعد «نعمة» الطائف اختصرت البيوتات السياسية المؤهلة للرئاسة الثالثة ببيت الوسط . ولبيت الوسط ان يقرر متى يؤلف ومتى يؤجل التأليف استجابة لمواعيد طارئة او مستجدة وحسب الطلب ،على ان بعض اوساط بيت الوسط رجحت فرضية ان يعتذر الحريري . فالاعتذار يسمح له ان يستعد مبكراً للمعركة الانتخابية القادمة حيث يكون عهد الرئيس عون قد مضى او كاد . ويكون المخطط الاميركي قد تمكّن ، كما يؤمل، من الامساك بمفاصل البلد من اجل الحاقه بصفعة القرن وادخاله جنة «السلام» الموعود بان يدرّ لبناً وعسلاً يشبع جوع اللبنانيين في العالم الاحر. . حيث ان اميركا التي تحاصر لبنان وشعبه لن تسمح لهذا الشعب المقاوم العنيد ان يشبع في هذا العالم
على ان احداً لا يستطيع ان يضمن نجاح المخطط الأميركي حتى ولو استعان بمخطط نظيره الفرنسي فكلاهما من طينة واحدة