إنهم يريدون إلغاء كلمة “الله” والمسيحية والتاريخ اليوناني القديم من المناهج التعليمية؟!.
مَن يصدّق أنه في الوقت الذي يعجز العالم فيه عن دفن موتاه الذين تجاوزوا ثلاثة ملايين ضحية، نرى الأستراليين منهمكين في إيجاد طريقة لإخراج كلمة الله من مناهجهم الدراسية ومن مجتمعهم؟!.
والأسبوع الماضي، ظهرت على السطح نتيجة المداولات في دوائر التربية، وهي اقتراحات في المناهج التعليمية الجديدة توصي بالتوقف عن الإشارة إلى المسيحية والتاريخ اليوناني القديم عير تشجيع الطلاب بأن يصبحوا نشطاء سياسيين.
وتركز المناهج الجديدة على الثقافة الأبورجينية وكأنها الثقافة الأحادية في التاريخ الاسترالي ووضعها في كل مادة في المناهج.
وسوف يتعلم الطلاب أن استراليا قد غزاها البريطانيون وأن وصول الأسطول الأول هو إقامة المستوطنة عام 1788.
وسوف تلغى الديانة المسيحية وكلمة الله من المناهج وتلغى الثقافة اليونانية القديمة التي هي أساس الحضارة الغربية الحالية.
ومن قال أن الله يتضارب مع تاريخ الأبورجينيين وجزر مضيق توريس وثقافتهم.
ومن قال أن الحضارة اليونانية التي لا يزال العالم منذ ثلاثة آلاف سنة ينهل من فلسفتها تتعارض مع الإنضمام الى السياسة وما زالوا حتى اليوم يدرّسوننا عن جمهورية أفلاطون الفاضلة ؟!.
ومَن قال أن “مابو” الأبورجيني يرفض أن يكون فصلاً من كتاب إلى جانب فصول سقراط وأفلاطون وأفلوطين وسواهم؟!.
لست أدري ماذا يقصد المدير التنفيذي لسلطة تقييم المناهج التعليمية الاسترالية ديفيد دي سكارفارلو عندما يقول:” أن على المناهج أن تركز على الوطنية الاسترالية مثل حب الوطن”… وكأن الذين يؤمنون بالله لا يحبون وطنهم؟!.
منذ سنوات، كنت محاضراً إلى جانب ثلاثة من رجال الدين عن “علاقة الدين بالسياسة”، وحصل سجال ساخن بيني وبين مجموعة شبّان يدّعون أنهم يساريين وقد أصرّوا على أن وجود الأديان السماوية يسرّع في زوال الدول، وعندما سألتهم:” لماذا سقطت منظومة الدول الإشتراكية ” الإتحاد السوفياتي” سقوطاً مدوّياً وهي خالية من وجود الله ومن الأديان ؟!.
إنتظرتُ لأسمع منهم جواباً.. وما زلت حتى اليوم منتطراً.
لستُ أدري ماذا يستفيد يساريو ال “أي بي سي” وال”سدني مورنينغ” وأمثالهم المتغلغلين في الدوائر الرسمية من طرد الله من المناهج التربوية؟!.
أنا سمعتُ بكلمة يساري وبالتحديد “شيوعي” عندما كنت في العاشرة من عمري. لأن هذه الكلمة كانت غريبة عن قاموس بلدتنا.
فسنة 1968 حصلت هزّة خفيفة في شرق البحر المتوسّط وصلت ارتداداتها الى الساحل، وكان عندنا في الجية شاب شيوعي في عزّ تفشّي اليسار في لبنان في آخر ستينيات القرن الماضي ويتباهى بالإلحاد ولدى شعوره بارتجاج المنزل ورؤيته سلك “اللمبة” الكهربائي يتأرجح بقوة يمنة ويسرة، راح يصرخ”يا رب يا رب”، وعندما سمعته والدته لم تعد تهتم بالهزّة الأرضية، بل بإبنها الملحد وهو يقول :” يا رب يا رب”.